الذاكرة والإدراك الكلي
الذاكرة والإدراك الكلي
الذاكرة تمارس عملية عقلية هدفها استعادة ما مضى وربطه بالزمن والمكان، وتمر بخمس خطوات: الخطوة الأولى هي حفظ المعلومات التي يراد تخزينها واستعادتها فيما بعد، الخطوة الثانية هي استقرار المعلومات في الوعي والتأكد من فهمها، الخطوة الثالثة القيام بعملية الاسترجاع أي التذكر، والخطوة الرابعة هي التعرف على المعلومة الصحيحة بين المعلومات الكثيرة المتشابهة، الخطوة الأخيرة هي تحديد تلك المعلومة واختيارها.
أما أنواع التذكر فقسمان، الأول هو التذكر الآلي الذي يدخل في قسم اللاوعي كممارسة القيادة لمدة طويلة بحيث لا تحتاج إلى بذل مجهود واعٍ لتذكُّر الإرشادات، والنوع الثاني هو التذكُّر المنطقي الذي يمارس بشكل واعٍ.
تمثل الذكريات كنزًا دفينًا للمعالجين النفسيين، ولهذا استغلها فرويد أيضًا في علاجه، واستخدم ما يسمى بالتداعي، أثناء مرور الخواطر والأفكار على الذكريات تكون معنًى ما مرتبطة بعضها ببعض بخيط رفيع يجعلها هي بالتحديد تطفو على السطح، فإذا التقط هذا الخيط عندها يبدأ العلاج بملاحظة الانفعالات المصاحبة للشخص عند ذكر ذكريات معينة.
ولكن يجب أن تضمنها قوانين محددة، القانون الأول أن تكون متلازمة، أي يستدعي كلٌّ منها الآخر، القانون الثاني أن تتشابه ولو جزئيًّا، القانون الثالث هو التضاد إلى ما يخطر على الذهن، أما القانون الرابع فهو الترابط، كما أن هناك بعض القوانين الثانوية مثل مدى شيوع الأفكار والحالة العقلية والوجدانية المؤثرة الحالية في الفرد.
يعد الإدراك الكلي عملية عقلية تهدف إلى تكوين صفة عامة عن نوع ما من الصفات الأساسية المشتركة، وتستند في ذلك إلى مبدأين عقليين مهمين، وهما التجريد والتعميم، وهو ما يسهل على الفرد الحكم على ماهية الأشياء خارج نطاق وحيز تجربته العينية الضيقة، فإن خبرة زجاجة واحدة تكفي لكي تعرف السمات المشتركة لباقي زجاجات الحي مثلًا.
الفكرة من كتاب علم نفس الشخصية
يعدُّ علم النفس الفردي كمرآة نتمكَّن من أن نرى فيها بوضوح انعكاس شخصياتنا وسلوكنا فيعرفنا أكثر عن كليهما، ويفسر العديد من العمليات التي عجزنا عن فهمها من أول مرة، ويجيب على العديد من الأسئلة التي تزيد من قدرتنا على تحسين حياتنا، مثل: ما دوافعنا في الحياة وأنواعها؟ ما الفرق بين السلوك الفطري والمكتسب؟ وما الغرائز؟ وإلى أي مدى يمكن أن يصل الانحراف إذا أخطأنا التعامل معها؟ كيف ندرك الأشياء من حولنا ونمارس العمليات العقلية المختلفة مثل التخيل والتفكير والتذكر؟ وما مراتب العواطف والانفعالات؟
مؤلف كتاب علم نفس الشخصية
كامل محمد محمد عويضة: كاتب مصري الجنسية، له عدة مؤلفات متنوِّعة بين علم النفس وعلوم الشريعة، من أشهر كتبه: “سيكولوجية العقل البشري”، و”سيكولوجية التربية”.