الذاكرة
الذاكرة
يعرف الذكاء بأنه القدرة على التعلم، أي اكتساب المعلومات والمعارف الجديدة، أما الذاكرة فهي القدرة على الاحتفاظ بتلك المعلومات والمعارف، ولقد تمكَّن أخيرًا علماء النفس والأعصاب من رؤية التغيرات التي تطرأ على كيمياء الخلايا الدماغية في أثناء التعلُّم وتخزين المعلومات الجديدة في الذاكرة، مما يؤدي إلى تغيير الخصائص الفيزيائية الطبيعية للدماغ من تكوين خطوط اتصال جديدة بين الخلايا العصبية، مما يغير من شكل الخلايا العصبية ووظيفتها وحركة الاتصالات الخلوية الداخلية النشطة، ويستخدم الإنسان الذاكرة قصيرة المدى في تخزين المعلومات على نحو مؤقت وهي تشكل دورًا مهمًّا في المحاكمة العقلية والفَهم.
وتتميَّز الذاكرة طويلة المدى بسعة كبيرة جدًّا، وأحد التفسيرات المنطقية المفترضة، كما يقول الباحثون عن آلية عمل الذاكرة طويلة المدى، هو أن استدعاء كلمة من الذاكرة طويلة المدى استدعاءً مؤقتًا يؤدي إلى زيادة النشاط العصبي من مواقع تخزين الكلمات الأخرى المجاورة، مما يقلل من حجم النشاط المبذول اللازم لتذكر الكلمة التي ترتبط في معناها ومدلولها بالكلمة التي ذُكرت قبلها مباشرةً في المرة التي تليها، لذا فإن سرعة الإجابة تكون أكبر في هذه الحالة، ويعتقد العلماء أن تخزين الذكريات يتم بطريقة كهروكيميائية، ويستند ذلك الاعتقاد إلى اكتشاف الناقلات العصبية التي تفرزها خلايا الدماغ لنقل الرسائل من خلية عصبية إلى أخرى، ويُرجِع علماء الأعصاب اضطرابات الذاكرة إلى عجز خلايا الدماغ عن الاتصال بعضها ببعض.
ويُعدُّ السمك من أغذية الدماغ لما يحتويه من كمية كبيرة من الكولين التي تتحوَّل إلى أسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي يساعد على نقل الرسائل من خلية إلى أخرى وله دور رئيس في الوظائف الفكرية، ومنها عملية الحفظ والتذكُّر، كما أشارت بعض الدراسات إلى أن انخفاض معدل التنفُّس يؤثِّر في إنتاج الأستيل كولين أيضًا، ويعاني كثير من الناس بعد الخامسة والثلاثين مصاعبَ استرجاع الذكريات من الذاكرة طويلة الأمد، فيما يعرف باسم اضطراب الشيخوخة البسيط.
وتتضاءل قدرة المسنِّين على نقل المعلومات من خلية إلى أخرى تضاؤلًا ملحوظًا، ويرجع ذلك إلى تضاؤل مقدار الأسيتيل كولين في الخلية من جهة والقدرة على توظيف ذلك المقدار من جهة أخرى، وتُشكِّل العواطف دورًا مهمًّا في عملية التذكر حيث وجد سيجموند فرويد أن مرضاه لا يستطيعون تذكُّر بعض الأحداث لأنها كانت مزعجة، وسمُي ذلك النسيان المتعمد بالكبت، كما يُعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب ضعفَ الذاكرة بصفة مستمرة، ولا تزال آلية التذكُّر والنسيان من الأمور غير الواضحة وضوحًا تامًّا للعلماء.
الفكرة من كتاب بناء القدرات الدماغية
يعدُّ الدماغ ميدانًا رائعًا للبحث العلمي وعالمًا غامضًا على الدوام، فرغم الاكتشافات التي يتم التوصُّل إليها بين حين وآخر، فسوف يظل هناك الكثير من الأسرار التي تحيط به ولا بدَّ من إماطة اللثام عنها بإجراء الدراسات والبحوث..
يتناول هذا الكتاب آلية الذاكرة وكيفية عمل الدماغ وكيفية معالجة المعلومات وما العلاقة بين أعضاء الحس والدماغ وكيفية تطوير قدرات الحفظ والتذكر والتخفيف من آثار الإجهاد على الدماغ، ويعدُّ ميدان هذا العلم من أسرع الميادين العلمية نموًّا وتطورًا؛ إذ تتمخَّض جهود الباحثين فيه عن كميات هائلة من المعلومات الجديدة.
مؤلفة كتاب بناء القدرات الدماغية
آرثر وينتر Arthur Winter: جراح أعصاب، ومدير معهد نيو جيرسي للأعصاب في ليفينغستون، وواحد من أوَّل ستة متخصصين في جراحة الأعصاب بأمريكا، مارس الطب لما يقرب من 54 عامًا وكان أيضًا رائدًا في مجال ارتفاع حرارة الميكروويف واستخدام تحفيز العصب عبر الجلد (TNS) لعلاج الألم.
كرس حياته لعائلته ومرضاه وكان مبتكرًا في مجال جراحة الأعصاب، رحل “وينتر” عن عالمنا في الـ 11 من مايو / أيار عام 2011 عن عمر يناهز الـ 88 عامًا، تاركًا وراءه رحلة عطاء في خدمة البشرية.
روث وينتر Ruth Winter: صحفية وكاتبة علمية أمريكية، حصلت على درجة البكالوريوس من كلية أوبسالا، ونالت درجة الماجستير في العلوم من جامعة بيس، عملت صحفية ومحرر علوم، ومؤلفة ما يقرب من 40 كتابًا عن الصحة والطب، وهي زوجة الدكتور آرثر وينتر.
ألف الدكتور آرثر وينتر وزوجته روث معًا العديد من الكتب منها:
Brain Workout
Build Your Brain Power
Smart Food: Diet and Nutrition for Maximum Brain Power
Consumer’s Guide to Free Medical Information by Phone and by Mail