الذات الإنسانية
الذات الإنسانية
تُعدُّ الانفعالية إحدى طبائع النفس البشرية، ويُساعد فهم الإنسان لما بداخله على النظر بواقعية إلى كيفية التعامل مع الآخرين وفهم الانفعالات والقدرة على إدارتها، وتُشكِّل بيئة المنشأ دورًا كبيرًا في رؤية المرء لنفسه وللعالم من حوله، ويعتمد الوعي بالانفعالات على ما نفعله كردَّة فعل بعد إدراكها، فاعتياد كبت الانفعالات يؤدِّي إلى صعوبة إدراكها، ودائمًا ما تفضح أفعال المرء مشاعره مهما حاول كبتها، ويقول أنتوني روبينز في كتابه “أيقظ العملاق بداخلك”: “لا بدَّ أن نتعلَّم من انفعالاتنا ونستخدمها لتحقيق النتائج التي نريدها والمتمثِّلة في تحقيق جودة أكبر لحياتنا، وما الانفعالات التي كنت تظنها من قبل سيئة إلا نداء للعمل، فعندما تعرف كل إشارة والرسالة التي توصِّلها فسوف تتحوَّل انفعالاتك من عدو إلى حليف”.
وقدرة الإنسان للحفاظ على الحدود التي وضعها لنفسه والتعبير عن احتياجاته بوضوح وبأسلوب مباشر وإن لم تحظَ بالقبول لدى الآخرين تساعد على توكيد الذات، والتمتع بقدر صحي من توكيد الذات يؤدي إلى احترام حقوق الآخرين وتقبُّل الاختلاف في الآراء دون محاولة إجبار الآخر على ما يعتقده الإنسان باعتباره الصواب المطلق، والمقابل لتوكيد الذات هو العدوانية، فالشخص العدواني لا يحترم الحدود ولا يتقبَّل الاختلاف في الآراء وطرق التفكير، مما يدفعه إلى فرض رأيه على الآخرين، لذلك دائمًا ما يراه غيره على أنه شخص صاخب بغيض.
وتحقيق المرء لذاته لا يقتصر على النجاح في أحد جوانب الحياة دون الآخر، بل يتضمَّن النجاح في الحياة بصورة شمولية بما فيها العلاقة مع الآخرين والنمو الشخصي وتحقيق التوازن بين الحياة الأسرية ومجال العمل والاهتمامات الشخصية، وأول من صاغ مصطلح تحقيق الذات هو كيرت جولدشتاين، ويرتبط مصطلح تحقيق الذات بنظرية عالم النفس أبراهام ماسلو عن مدرج الحاجات الإنسانية، وتنصُّ على أن: “هناك مستوياتٍ مختلفة من الاحتياجات، وأنه لا بدَّ من أن يشبع الإنسان احتياجاته على أحد هذه المستويات قبل أن ينتقل إلى المستوى التالي من الاحتياجات، وعلى أي مستوى من هذا المدرج توجد الحاجات الأساسية المتمثِّلة في الطعام والملبس والمأوى، وبعد ذلك تأتي الحاجة إلى الأمان، وننتقل إلى الاحتياجات الانفعالية كالحب والاحترام، وعلى قمَّة المدرج تقع الحاجة إلى تحقيق الذات، والتي تتضمَّن كل الخصائص الإنسانية العليا كالقدرة على إقامة صداقات قوية وروح المرح والاستقلال والاعتماد على الذات”، أي إن تحقيق الذات آخر مدى لتطور الإنسان وسموه على طبيعته، ويرى البعض أنه مستوى لا يمكن بلوغه باعتباره قمة الخبرة الإنسانية.
الفكرة من كتاب النوع الآخر من الذكاء
كم من مسيرة مهنية أو علاقة أو زيجة أو صداقة دُمِّرت من أحد أطرافها، بسبب لحظة من الغضب أو التحدُّث بكلمات في لحظات انفعالية فأورثت الندم؟
يُعدُّ تأثير الانفعالات في الحياة فكرة ليست جديدة، لذلك من الضروري أن نعرف مواضع الانفعال ونحيد آثارها حتى لا تصبح معوِّقات لتحقيق النجاح، وفي هذا الكتاب يتناول الكاتب ماهية الذكاء الانفعالي والذات الإنسانية وكيفية تكوين علاقات صحَّة ووسائل إدارة الضغوط.
مؤلف كتاب النوع الآخر من الذكاء
هارفي دوتشيندورف Harvey Deutschendorf: مؤلف ومتحدث. عمل في مجال الذكاء العاطفي لأكثر من 10 سنوات، ومدير معتمد لـ BarOn EQI، وهو أول اختبار صالح علميًا للذكاء العاطفي معتمد من جمعية علم النفس الأمريكية.
من أهم كتبه:
Of Work and Men
The Other Kind of Smart