الدين والعلم
الدين والعلم
انتشرت مؤخرًا أزمة بين رجال الدين ورجال العلم، وأصبح هؤلاء يقولون إن دخول الدين في العلم يؤثر في التقدم ويعيقه، ويقول هؤلاء إن العلم يشطح ويضر العقيدة الدينية ويهدم ثوابتها!
ويجزم المؤلف أن الأزمة المنتشرة في أيامنا هذه هي أزمة بين رجال الدين ورجال العلم إن صحت التسمية، فكل منهما يرى أنه يجب أن تكون له الهيمنة، فرجال العلم يقولون إنه لا سبيل لتصديق شيء ليس عليه دليل بالعقل، ورجال الدين يقولون إن الدين مهيمن على العلم. والحق إن الدين والعلم لا ينفصلان، فهما جزءان للحقيقة لا تتم الحقيقة إلا بهما ولا تكتمل بتجزئتها، فهما مكملان لبعضهما.
ومثلث الحقيقة المتكامل المكون من (الله والكون والإنسان)، فالإنسان يتأمل في الكون ويدرس علومه لكي يصل إلى معرفة الله، والله خلق الكون وخلق الإنسان ليتعرف إلى الله من خلال الكون الفسيح، فلو قرأت في القرآن فأنت في كلماته، ولو قرأت كتاب الكون فأنت في صنعته، ولو قرأت في العلوم الطبيعية فأنت في قوانينه، ولو قرأت في التاريخ فأنت في مشيئته ولو قرأت في الفنون فأنت في تجليات اسمه البديع والخالق المصور، ولا مهرب لك منه، فلا بدَّ دومًا أن ينظر المرء نظرة شمولية كلية يرى أن الدين لا ينفصل عن العلم.
إذًا؛ فلا بدَّ من التواصل بين رجل العلم ورجل الدين وعدم انغلاق كل منهما على نفسه في قوقعته، لأن هذا الانغلاق هو سبب الانحدار والأفول والتخلف الحضاري.
الفكرة من كتاب الإسلام .. ما هو؟
يحتوي هذا الكتاب على مجموعة من المقالات المختلفة التي تتنوع بين أركان الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج، ويوضح مصطفى محمود أهمية الشريعة الإسلامية وكيفية التمكين لتطبيقها على أرض الواقع، وربط الدين بالعلم وأنهما لا ينفصلان عن بعضهما أبدًا ومن يفعل ذلك لا يفهم الدين وحقيقته، وأن الفتور الذي أصاب المسلمين هو من فهمهم الخاطئ لدينهم.
مؤلف كتاب الإسلام .. ما هو؟
مصطفى محمود، طبيب مصري ومفكر وباحث (2009/1921)، درس الطب، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألف 89 كتابًا في مختلف الفنون وله برنامج تلفزيوني شهير اسمه “العلم والإيمان” قدم خلاله قرابة الـ400 حلقة. قضى مصطفى محمود ثلاثين عامًا من عمره يبحث عن الله، وانتهى إلى معرفة الله واليقين به، والتي نتج عنها كتابه الشهير “حوار مع صديقي الملحد”.