الدين النصيحة
الدين النصيحة
إن تعليم الناس هو من أجلِّ الأمور التي يمكن للمرء من خلالها أن يتقرَّب إلى الله، وكان الدور الأوَّل للأنبياء هو تزكية البشر، يقول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾، وعملية التعليم لها جوانب عدَّة، منها التصحيح ومعالجة الأخطاء، فتصحيح الخطأ هو وحيٌ ربَّاني ومنهج قُرآني، فنزلت آيات العتاب والتنبيهات حتى ولو كان الفعل صدر من النبي ﷺ، كما في قوله تعالى ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ﴾.
كذلك نزلت الآيات في الصحابة (رضوان الله عليهم) ليلتفتوا إلى خطئهم، ففي غزوة أُحد حين ترك الرُّماة مواقعهم، نزل قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾، ولما انساق بعض الصحابة وراء شائعات المنافقين حول السيّدة عائشة (رضي الله عنها) في حادثة الإفك، نزل قوله تعالى ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾.
فالنصيحة في الدين لا تقتصر على الأنبياء والدُعاة فحسب، بل هي واجبة على كل مُسلم، فمتى رأى أخاه المُسلم في خطأ أرشده ونصحه وبذل الخير له، وبهذا يقوم مُجتمع سليم صحيح يعبد الله على النحو الذي يرضاه (سُبحانه وتعالى).
الفكرة من كتاب الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس
لم تكن السيرة النبويَّة يومًا قصصًا مُجرَّدة من الفوائد الجليلة والدروس العظيمة، بل الهدف الأوَّل لها هو أن يتأمَّل المرء في سيرة نبيِّه مُحمد ﷺ ليقتدي بهديه ومنهجه، ففي هذا الكتاب يُقدِّم لنا الشيخ المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء البشريَّة، فمنهجه ﷺ هو الأكمل والأحسن، وذلك لأنه مؤيَّد من ربِّه في أفعاله وأقواله، على عكس المناهج الأرضية التي يعترضها الخطأ والانحراف، كما أن التوجيه والتعليم والتقويم هو أجلُّ هديَّة يُقدِّمها المرء لغيره، وبناء على ذلك فمن الضروري الحرص على اختيار أفضل منهجية ووسيلة يستطيع المرء بها توجيه غيره.
مؤلف كتاب الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس
محمد صالح المنجد، داعية وعالم إسلامي سوري، ولد في 13 يونيو 1961م، نشأ في الرياض وتعلم في المملكة العربية السعودية، حصل على البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم سلك بعدها طريق الدعوة إلى الله، وذلك بتوجيه من الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله)، فبرز في المجال الدعوي وألقى العديد من المحاضرات والدروس، كما أنه من أوائل من استخدم الإنترنت في الدعوة إلى منهجه، وذلك بتأسيسه الموقع الإسلامي “سؤال وجواب”.
له العديد من المؤلفات، منها: “تقرأ كتابًا”، و”33 سببًا للخشوع في الصلاة”، و”كيف عاملهم؟”، وسلسلة “أعمال القلوب” وتحتوي عشرة كتيبات.
الفكرة من كتاب الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس
لم تكن السيرة النبويَّة يومًا قصصًا مُجرَّدة من الفوائد الجليلة والدروس العظيمة، بل الهدف الأوَّل لها هو أن يتأمَّل المرء في سيرة نبيِّه مُحمد ﷺ ليقتدي بهديه ومنهجه، ففي هذا الكتاب يُقدِّم لنا الشيخ المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء البشريَّة، فمنهجه ﷺ هو الأكمل والأحسن، وذلك لأنه مؤيَّد من ربِّه في أفعاله وأقواله، على عكس المناهج الأرضية التي يعترضها الخطأ والانحراف، كما أن التوجيه والتعليم والتقويم هو أجلُّ هديَّة يُقدِّمها المرء لغيره، وبناء على ذلك فمن الضروري الحرص على اختيار أفضل منهجية ووسيلة يستطيع المرء بها توجيه غيره.