الديمقراطية في خطر
الديمقراطية في خطر
تريد الطغمة العالمية أن تتخلص من الديمقراطية ومن الحريات العامة، فرغم الاضطرابات التي تنشأ من الأزمة البيئية والأزمة الاجتماعية، فإن أفراد الطغمة يريدون أن يحافظوا على امتيازاتهم، ولذلك قرروا إضعاف روح الديمقراطية وأشكالها. ولن يؤدي إضعاف الديمقراطية إلى ديكتاتورية كديكتاتورية موسوليني وهتلر، بل سيؤدي إلى تهجين تدريجي للديمقراطية لتفقد قيمتها الحقيقية.
وبالفعل تبدأ الديمقراطية والحريات في التلاشي تحت ذريعة “محاربة الإرهاب”، فمن أجل محاربة الإرهاب كانت الرسائل والمحادثات التليفونية التي تتم من مواطني الولايات المتحدة إلى الخارج تُراقب من قِبل وكالة الأمن القومي، بل الأفظع من ذلك أن الولايات المتحدة أنشأت معسكرات اعتقال خارج أراضيها في جوانتانامو وباجرام من أجل أن تفلت من اتفاقية جنيف الخاصة بمعاملة أسرى الحرب وتستخدم أساليب التعذيب كما يحلو لها. وليس الأمر حِكرًا على الولايات المتحدة، ففي دول أوروبا المتقدمة كفرنسا وبريطانيا تتوالى القوانين لتقلص أكثر فأكثر مساحة الحريات والضمانات الخاصة بالمواطن في مواجهة السلطة العامة.
بالإضافة إلى ذلك، تؤدي وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في إضعاف الروح الديمقراطية، من خلال بث خطاب الخضوع للسلطة أو من خلال تحويل انتباه الجمهور إلى قضايا أقل أهمية، ويرجع السبب الأساسي إلى أن رؤساء هذه الوسائل يمثلون نمط تفكير الطغمة ومن ثم يسعون وراء مصالحهم وثرواتهم دون اهتمام بالحقيقة أو المواطن.
الفكرة من كتاب كيف يدمر الأثرياء الكوكب
في كتابه “كيف يدمر الأثرياء الكوكب؟” يحاول هيرفي كيمف مناقشة الأزمة الاجتماعية الناتجة عن التفاوت الرهيب بين الأثرياء والفقراء، ومناقشة الأزمة البيئية التي نتجت عن تسميم المجال الحيوي، ويشير إلى ضرورة التصدي لهذه الأزمات، لكن الطغمة -وهم فاحشو الثراء- لا يريدون تغيير الوضع الراهن لأنهم مستفيدون من هذه الأزمات، ومن ثم يحاولون إقناع الآخرين أن كل البدائل مستحيلة وأن الطريق الوحيد متمثل في النمو الدائم للثروة.
مؤلف كتاب كيف يدمر الأثرياء الكوكب
هيرفي كيمف: هو صحفي فرنسي مهتم بقضايا البيئة والصراعات الدولية، أسس صحيفة “Repoterre”، كما يعمل مسئولًا عن قسم البيئة في صحيفة “Le monde” الفرنسية.
من مؤلفاته: كتاب “الخروج من الرأسمالية”، وكتاب “كفى للطغمة ولتحيا الديمقراطية”.
معلومات عن المترجم:
أنور مغيث: أستاذ الفلسفة المعاصرة بكلية الآداب بجامعة حلوان، له العديد من الدراسات المنشورة في مجالي الفكر العربي المعاصر والفلسفة، ومن الكتب التي ترجمها من الفرنسية إلى العربية: كتاب “نقد الحداثة” لآلان تورين، وكتاب “في علم الكتابة” لجاك دريدا.