الديتوكس التكنولوجيّ
الديتوكس التكنولوجيّ
إنّ الإدمان التكنولوجيّ يؤثر في نومِكَ، ويزيد من قلقكَ، ويُشعركَ بشكلٍ دائم بالضغط والتقصير، ويؤثّر كثيرًا في قدرتكَ على التركيز، واسترجاع المعلومات بسهولة، ويزيد من قابليّتكَ للإصابة بالتشتت الذهني، وتراجُع مستوى إنتاجيّتك، ويُسهم في توتر عَلاقاتِكَ الاجتماعيّة، مما يؤدي إلى تآكل مهارات التواصِل لديك، وبعد أن عرفت كل ذلك -وهو أمرٌ هام للخطوة التالية- كيفَ يُمكنك التخلص من كلّ هذه السموم العالقة في حياتِكَ بعد أن أدركتَ إصابتكَ الحقيقيّة بالإدمان، وأردتَ بحقٍّ استدراك ما فاتك وإصلاح العطبِ في حياتِك؟ إنّ الإجابة تتمحور حول “الديتوكس التكنولوجيّ”، هذا النظام يتطلّب منكَ -عن رغبةٍ وطواعية تامّة- أن تتخلى عن كل الأجهزة المُتصلة بالإنترنت من حولكَ لمُدّة يومٍ كامِل،
وليكُن يوم العُطلة، لماذا يومٌ وليس أسبوعًا مثلًا؟ لنكُن واقعيين، لقد أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزّأ من حياتنا، فأغلبنا يعتمِدُ في عملهِ على حاسوبهِ النقّال، وفي الدراسة نعتمدُ على المجموعات الدراسيّة عبر منصات التواصل والمُحاضرات التي تُبثّ عن بُعد، والأبحاث التي تُنشر على شبكة الإنترنت، وغيرها الكثير، ولكن لماذا لا يُمكننا تخطّي هذا الانخراط الإجباريّ عبر الانفصال التدريجيّ؟ لأنّهُ لا يُمكن لمُدمِن الكوكايين -مثلًا- الإقلاع تدريجيًّا، بل يجب أن تُبتّ أنواعُ الإدمان جميعها مرة واحدة، لأن وجودها -ولو كان قليلًا- بابٌ مفتوح للعودة مُجددًا.
والحقيقة أن نظام الديتوكس كغالب أنظمة الإقلاع عن الإدمان، يحتاجُ إلى عزيمة وصبر، ولا يحتوي على المُتعةِ والرضا إلّا في نهايته، وسوفَ تواجه عديدًا من الأعراض التي ستمر بها في رحلتكَ خلال هذا النظام، كالاشتياق إلى هاتِفكَ، والشعور الدّائم باهتزازِهِ ورنينِه، والاشتياق الدائم إلى الاتصال بالإنترنت، وتقلّب المزاج، ونوبات الصُّداع، والخمول، وعدم القُدرة على التركيز، ولكِن بمُجرّد أن تنتهي من هذا النظام على نحوٍ صحيح، سيتحسّن تواصلكَ مع الآخرين، ويعود إليك الشعور بالسلام الداخليّ، وسوف تتخلّص من قيود توقّعات الآخرين بالاستجابة الفوريّة للرسائل، وتعود إلى قلمِكَ وفُرشاتِكَ وهواياتِك مُجددًا، سترى العالم يتغيّر حولك دون الشعور بالحاجة المُلحة إلى معرفة المُتغيرات على الدوام.
الفكرة من كتاب استرد حياتك من الإنترنت: الدليل الفعال للتغلب النهائي على إدمان التكنولوجيا، واسترجاع التركيز الكامل للذهن
لقد أصبحت الشاشات المُضيئة جُزءًا لا يتجزّأ من حياتنا، هذا الأمر الذي تعدّى المنفعة التي صُنعت من أجلِه، وأودت بالمفاخِر والإنجازات المعرفيّة والاجتماعيّة إلى مهبّ الريح، لقد خلّفت هذه الشاشات وراءها عديدًا من المُدمنين الذين لا يستطيعون الاستيقاظ إلّا وهواتفهم في أيديهم، وأصبحت -بشكلٍ غير واعٍ- مصدرًا رئيسًا للسعادة في حياة أغلب المُستخدمين، هذا الكِتاب دليلٌ علميّ مُعالِج لهذه الأزمة، ولكن قبل مُعالجتها يوضِّحُ -بواقعيّة- السبيل للإحاطة بكلّ جوانب المُشكلة، حتّى يُقرّب الطريق إلى السالكين، عن طريق معرفة العوامِل النفسية المؤدية إلى الإدمان، والإطلاع على الديتوكس التكنولوجي، الذي هو بمنزلة مُخلِّص للعقل من سموم الإنترنت.
مؤلف كتاب استرد حياتك من الإنترنت: الدليل الفعال للتغلب النهائي على إدمان التكنولوجيا، واسترجاع التركيز الكامل للذهن
ديمون زهاريادس: كاتب، ومُدوّن أمريكيّ، يُعدّ من الخُبراء في عالم إدارة الوقت والذّات، وزيادة الإنتاجيّة، ويُقدّم عديدًا من الاستشارات التطويريّة إلى عديد من الشركات العالميّة، لهُ من الكُتب:
فنّ التركيز والإنجاز.
صباحٌ استثنائيّ كلّ يوم.
الأثر المُذهل للعادات البسيطة.
معلومات عن المُترجم:
محمّد الصفتي: كاتب ومُترجِم مصريّ، تخرّج في كليّة الألسن تخصص اللغة الألمانيّة، ثم درس الترجمة الإنجليزيّة بالجامعة الأمريكيّة، لهُ من المؤلّفات:
رواية التطواني.
رواية ما فعلتهُ آسية.