الدورُ الأمريكيُّ وأزمةُ القوة
الدورُ الأمريكيُّ وأزمةُ القوة
ورِثَتِ الولاياتُ المتحدةُ الرأسمالياتِ المُتنحِيَة. ويمكن تشخيصُ خطرِهَا في أنها أولُّ دولةٍ في التاريخ، اجتمعت فيها ولها كلُّ عناصرِ القوة ومُقوماتِها. يساعدُهَا على ذلك، وجودُها العسكريُّ من قواعدَ وأساطيلَ مُنبثّةٌ حولَ العالمِ كُلّهِ تقريبًا؛ حتى كادت بذلك أن تُصبِحَ جُغْرَافيًّا وسياسيًّا جارًا تشتركُ حدودُهُ مع حدودِ كلِ الدول، مثلما قد صارت شريكًا طُفيليًّا للدولِ، بمُخابراتِهَا السريّةِ وعُملائِها وتكنولوجياتِ التجسُّسِ والأقمارِ الصناعية.
ولكن بنهاية القرن، أخذَ ثِقَلُ أمريكا يتضاءَلُ نِسبيًّا في مِيزانِ القوةِ العالمية، وذلك بعد أن وصلَ إلى الذُروة. لم يكن ذلك لتناقصٍ في مواردِها أو قدْرَاتِها؛ وإنما ببساطةٍ لأنّ عالمَ القُوى قد اتسعَ كثيرًا عما كان عليه؛ حتى وقتٍ قريب، وذلك بظهورِ تَعدُّدِ المراكز.
إن أمريكا تنمو بقوةٍ أكثرَ من أي وقت مضى، لكن العالمَ من حولِها باتَ ينمو بسرعةٍ أكبر؛ لذلك اتجهَتْ إلى مزيدٍ من التعايشِ مع الاتحاد السوفيتي والتقارُبِ مع الصين.
الفكرة من كتاب استراتيجية الاستعمار والتحرير
يعتبر كتاب “استراتيجية الاستعمار والتحرير”، مدخلاً إلى علم الجغرافيا السياسية؛ حيث يأخذُكَ المؤلفُ في رحلةٍ؛ لاستكشافِ قوانينَ الجغرافيا والتاريخ، ويحللُ، لماذا قامتِ الإمبراطورياتُ والدولُ، بدايةً من فجر التاريخ إلى تاريخ إصدار الكتاب عام 1968.
كما يعرضُ أيضًا تاريخَ الاستعمار، لفَهْمِ دوافعِهِ ومآلاته؛ ثمّ يعرضُ حركاتِ التحرّر التي هدمت بُنْيَانَه.
مؤلف كتاب استراتيجية الاستعمار والتحرير
يُعتبر “جمال محمود صالح حمدان”، أحد أعلام الجغرافيا في القرن العشرين.
ولد “جمال”، بمحافظة القليوبية، في مصر عام 1928م، ونشأ في أسرة تنحدر من قبيلة “بني حمدان” العربية، التي نزحت لمصر بعد الفتح الإسلامي.
تمتاز كتاباته برؤية استراتيجية متكاملة للمقومات الكلية، للتكوينات الجغرافية والبشرىة والحضارية، ورؤية لعوامل قوتها وضعفها؛ فهو لم يتوقف عند تحليل الأحداث الآنية أو الظواهر الجزئية، وإنما سعى إلى وضعها في سياق أعم وأشمل، ذو بعد مُستقبلي.