الدوبامين.. صديق أم عدو؟

الدوبامين.. صديق أم عدو؟
الدوبامين واحد من أهم المواد الكيميائية العصبية التي تؤثر في أداء العقل، وهو المسؤول عن الشعور بالمتعة والتحفيز، وقد ظل الدوبامين لفترة طويلة مرتبطًا بنظام المكافآت والتقدير، أي إنك عندما تمارس نشاطًا تحبه يُفرز الدوبامين كأنه مكافأة فتشعر بالسعادة، لكن في ما بعد تغير هذا المفهوم وأصبح دور الدوبامين لا يقتصر على نظام المكافآت والتقدير فقط، بل يتجاوز ذلك إلى نظام التحفيز الشامل، إذًا ما السر وراء هذا التغيير؟ السر أن الدوبامين هو العنصر الأساسي الذي يدفع الإنسان إلى تكرار فعل معين والسعي نحو المكسب والنجاح بشكل عام، وبهذا يصبح أساس نظام التحفيز لدى الإنسان.

لعلك سعدت بكل هذه الآثار الرائعة للدوبامين وأردت أن تحصّل منه المزيد والمزيد، لكن الصورة ليست بهذه المثالية يا صديقي، فرغم ما يقدمه الدوبامين من تحفيز وشعور بالمتعة والسعادة فقد يوقع بك في فخ كبير! فما هذا الفخ يا ترى؟ إن الدوبامين لا يرتبط بأي مكسب وأي سعادة! ولكنه يرتبط بالمكسب السريع والسعادة اللحظية، وأكثر ما يحفز إفراز الدوبامين هو عنصر المفاجأة، والضرر في ذلك أن جرعات الدوبامين السحرية لا تفرز مع الروتين اليومي ولا في الطرق الطويلة التي يفترض أن تسلكها لتحقيق أهدافك البعيدة المدى، لكنه يفرز باستقبال التعليقات والإعجاب على مواقع التواصل الاجتماعي والانغماس في مشاهدة الفيديوهات القصيرة، كما يُفرز أيضًا داخل نوادي المقامرة التي يتوافر فيها عنصر المفاجأة والمخاطرة.
فالدوبامين هو ما يجعلك تتخلى عن الأهداف البعيدة وتظل تسعى وراء المكافآت الصغيرة التي تصاحبها جرعات الدوبامين، إلى أن تدخل في حلقة مفرغة من الإدمان السلوكي الذي يتمثل في اتباع أنشطة معينة كتصفح هاتفك، وتكرارها حتى يصبح من الصعب التخلص منها ، ولنتوقف ونتساءل: لماذا لا نستطيع الإقلاع عن الإدمان السلوكي رغم إدراكنا الكامل أنه يضر بحياتنا؟ في الحقيقة يرجع السبب إلى الفشل في مقاومة الشعور بأن مكافأةً لا يمكن توقعها قد تكون من نصيبنا وأننا لا نرغب في تفويت فرصة الكسب السريع، ويمتد الأثر السلبي إلى الانغماس في محفزات الدوبامين لأبسط المهارات التي يحتاج إليها الإنسان لممارسة مهام يومه العادية كالتركيز، إذ يؤثر الإفراز المفرط للدوبامين في التركيز سلبًا، لأنه يسبب الملل من ممارسة المهام المعتادة ويولد الرغبة في تشتيت الانتباه عن هذه المهام وتجنبها، ويَتْبَع فقد التركيز عدم السيطرة على الأعصاب والمزاج السيئ والاستجابات الحادة .
الفكرة من كتاب صيام الدوبامين: وصفة التحكم في المادة السحرية للتركيز والسعادة والنشاط
هل مرت بك لحظة وجدت فيها يدك تتحرك نحو الهاتف المحمول وتمسكه لا إراديًّا وتستمر في تمرير المنشورات إلى أسفل بلا هدف؟ هل تشعر بالملل دائمًا وتبحث عما يشعرك بالمتعة؟ هل تترك عملك وتنغمس في مشاهدة الأفلام والألعاب الإلكترونية؟ تجيب بـ”نعم”؟ أهلًا بك يا صديقي في فخ الدوبامين! لا تعرف ما هذا الدوبامين الذي وقعت في فخه؟ لا تقلق، فقد وصلت إلى الكتاب الصحيح الذي ستعرف من خلاله حكاية الدوبامين من أولها إلى آخرها فلا تظل في الفخ كثيرًا وابدأ رحلة التغيير الآن.
مؤلف كتاب صيام الدوبامين: وصفة التحكم في المادة السحرية للتركيز والسعادة والنشاط
نِك ترينتون: كاتب أمريكي، وباحث في مجال علم النفس، نشأ في ريف ولاية إلينوي | Illinois، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد، كما حصل على درجة الماجستير في تخصص علم النفس السلوكي، وله أكثر من 30 كتابًا في مجال علم النفس، ومن أعماله:
عيادة نفسية من داخل غرفتك.
علاج التفكير الضاغط: دليلك لحياة حقيقية خالية من التوتر والقلق.
قوة الأفكار الهادئة: تجنب الأفكار السلبية، استمع لعقلك بهدوء، تخلص من التوتر وعش بسلام.
عن المترجمة:
أمل الشربيني: شاعرة ومترجمة متميزة، ترجمت عديدًا من الأعمال، ومن ترجماتها:
سيكولوجية الرحيل: كيف نرحل ونتجاوز ونترك أعباء الماضي خلف ظهورنا.
رواية «تلك الليلة».