الدوافع والتطبيق
الدوافع والتطبيق
في أيِّ عمل من الأعمال أو علم من العلوم تختلف دوافع المسلم تجاهه عن دوافع غيره ولا شك، وقد تتعدَّد نواياه تجاه الغرض الواحد، بل ويؤجر أيضًا بإذن الله، ومن ذلك أنه يمكن أن تكون دوافعه ونواياه تجاه القراءة مثلًا تحصيل الأجر والثواب أو زيادة حصيلته اللغوية أو قضاء وقت فراغه فيما ينفعه، أو للتسلية والترويح عن النفس وغيرها كلٌّّ حسب قصده، لذا فإن قضية النية أو الهدف قضية محورية مهمَّة فيما يتعلَّق بالقراءة حتى لما يترتَّب على ذلك من آثار.
نجد المجتمعات أيضًا تتفاوت في تعريفها للمثقَّف تبعًا لقصده وهدفه، فللأسف منهم من يعد المثقف أكثرهم قراءةً للكتب دون النظر في الكتب التي يقرؤها أو المعارف التي يحصِّلها، جاعلين بذلك القراءة غاية للشهرة والصيت لا وسيلة من وسائل تحصيل العلم والمعرفة أو وسيلة لإثراء الإنتاج الفكري والحضاري، وقد وقع بعضنا للأسف في هذا النهم بلا تمحيص ولا استيثاق، فهو يقرأ كل ما وقع تحت يديه مما قد يضره ولا ينفعه، بل وأُصيب بعضهم بنوع من الإدمان الشرائي، فهو يشتري كل ما يقع تحت يديه من جديد الكتب وجميلها وإن كان مآلها الرفوف.
عندما تقع عيناك على كتاب ما فعليك أن تراعي أمورًا وتتمتَّع بقدرٍ من النقد الضروري للمادة العلمية التي بين يديك، فمثلًا لا تتقبَّل كل ما هو مكتوب دون تأكُّد وتحقُّق، ولا تنخدع بالدعاية الإعلامية والجماهيرية لأحد الكتَّاب، وكن حذرًا تجاه المحرِّفين للنصوص المُؤوِّلين لها بما يخدم فكرتهم وغرضهم وأولئك المستشهدين بها في غير موضعها، بل والمستشهدين بالضعيف والشاذ منها، واحذر كل الحذر ممن يستعمل الألفاظ البرَّاقة الجديدة المعقَّدة، ولن تمتلك تلك المهارة النقدية إلا أن يكون لك سابق تكوين معرفي عقدي سليم.
الفكرة من كتاب كيف تقرأ كتابًا؟
“الكتب جارٌ بارٌّ ومعلِّم خاضع ورفيق مطاوع لا يعصيك أبدًا.. وهو كذلك صاحبٌ كفء وشجرة معمرة دائمًا مثمرة، يجمع الحِكَم الحسنة والعقول الناضجة وأخبار القرون الماضية والبلاد المترامية، يجلو العقل ويشحذ الذهن ويوسِّع الأفق ويقوِّي العزيمة ويؤنس الوحشة، يُفيد ولا يستفيد ويُعطي ولا يأخذ”.
بلغة الناصح الأمين يُهدينا الكاتب أهم وأشمل النصائح المتعلِّقة بالقراءة والكتب، مستهدفًا بها معشر القراء وغيرهم بَدءًا بالمبتدئين والمتوسِّطين ومن قطعوا شوطًا طويلًا في هذا المجال، بل وللنافرين منها أيضًا، فهذا كتاب يستحقُّ، بل ولا بدَّ أن تحويه مكتبة كل قارئ.
مؤلف كتاب كيف تقرأ كتابًا؟
محمد صالح المنجد: كاتب وداعية سوري، ولد في الثلاثين من ذي الحجة بحلب في سوريا عام 1380هـ، نشأ في الرياض وتعلَّم في المملكة العربية السعودية ونال درجة البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم تحوَّل بعدها للدعوة إلى الله، وقد أخذ العلم عن عدد من المشايخ المعروفين كالشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ صالح بن الفوزان وآل الفوزان وغيرهم.
ومن مؤلفاته:
أخطار تهدِّد البيوت.
ظاهرة ضعف الإيمان.
مسائل في الدعوة والتربية.
الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس.