الدوائر المتقاطعة

يبدأ السائل كلامه بسؤال الكاتب: “هل أنت متزوج؟” طبعًا أنت متزوج! إذن فمن أين تأتي بهذا الروقان، والخبرة التي تتضح في ردودك؟ ويسرد كلامه بأنه رجل متزوج ولديه طفلان، حيث تزوج حبيبته بعد قصة حب قوية، مرَّا فيها بظروف قهرية لكي يكونا معًا، وساعدهم أهلها، ومع مرور السنوات ومجيء الأطفال بدأت أوجه الاختلاف بينهم في الظهور؛ اختلاف في التفكير والنظام، وحتى في طريقة الأكل، ومن ثم أصبحا غريبين فيما بينهما، وتتعامل هي مع طفليها بأسلوب حاد وصارم جدًّا، وتفرض عليهم نظامًا قاسيًا فيما يخص مواعيد النوم والأكل، وهو للأسف في أغلب الوقت في عمله الخاص، وكلما حاول التدخل في بعض الأوقات ونصحها بتغيير طريقتها هذه، لا يسمع غير صوت الحسب والنسب، وحتى يتجنَّب الفضائح وإساءتها لأهله باعتبارهم فلاحين، تنازل عن حقه تمامًا في الدفاع والصراخ، وإلا يجد نفسه أحيانًا مشتركًا معها في الصراخ بصوت خفيف.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وأصبح الزوج يعاني الوحدة، حيث قطعت الزوجة كل العلاقات مع الأصدقاء، وجاهد هو كثيرًا للحفاظ على علاقته بأهله، ويبرِّر موقفه من كل هذا رغبته بأن ينشأ الأطفال في أسرة طبيعية، ولا يشعرون بأي مشاكل، ومن ثم يطلب نصيحة الكاتب هل هو مقصر في حق نفسه أو طفليه؟ ويطلب أيضًا نصيحته لمثل هؤلاء الزوجات.

ويرد عبدالوهاب مطاوع عليه بأن أصل وأساس الحب والسعادة في الزواج هو سلوك كلا الزوجين تجاه الآخر وتجاه الحياة، والعصبية والعناد ليسا من حسن السلوك، ومن الضروري تقبُّل كل طرف لاختلاف الآخر عنه، لكن الأهم هو تقاطع دوائر الاتفاق بين الشريكين والتحلِّي ببعض الصبر والمرونة للتنازل عن بعض المطالب، وظهر هذا التنازل في تصرُّف الأب بسبب حرصه على حماية أطفاله نفسيًّا، لكن من الضروري أن يكون حرصًا متبادلًا بين الطرفين، وإلا تحوَّل إلى نقطة ضعف، ويتمادى الآخر في تسلُّطه وغبائه، والمرأة عندما ترفع صوتها على زوجها تفقد نصف أسلحتها للإقناع، وتسحب رصيدها من قلب زوجها، ومن الضروري أن يوازن الزوج بين حقوقه وواجباته، ويستعين بأهلها أحيانًا لإقناعها بعدم تجاوز حدود الأدب مع زوجها.

قالوا قديمًا: “تعلَّم من أخطاء الآخرين، فليس في الحياة متسع لتجربتها بنفسك”، فيحاول عبدالوهاب مطاوع في كتابه هذا عرض بعض التجارب الواقعية التي تتناول أهم المشاكل التي تقابل الأزواج التي أرسلوها إليه في بريده، ليفيد من يفكرون في الزواج فيجدون صورًا واقعية مختلفة للحياة الزوجية، ويتجنَّبون الطرق التي تؤدي إلى دفن سعادتهم، ويفيد من يفكرون في الطلاق، فيضعون مشاكلهم في حجمها الطبيعي، ويفيد من لا يفكر في هذا ولا ذاك، فيستفيدون من تجارب الآخرين لتحسين علاقاتهم بشريك الحياة.

عبد الوهاب مطاوع: كاتب صحفي مصري، عمل في الأهرام قبل تخرُّجه في الجامعة وبعده، حتى شغل منصب مدير التحرير فيها، ولُقِّب بلقب “صاحب القلب الرحيم”، وصدر له 52 كتابًا منها:

هتاف المعذبين.

عاشوا في خيالي.

أرجوك لا تفهمني.

وحدي مع الآخرين.

صديقي لا تأكل نفسك.