الدهون النافعة والدهون الضارة
الدهون النافعة والدهون الضارة
من أهم ما أوجدته منطقة البحر الأبيض المتوسط هي ثمرة الزيتون التي شكَّلت هوية ثقافية وتاريخية جيدة وأصبحت مرجعًا كبيرًا لمجال التغذية الصحية، إذ يعتبر زيت الزيتون البكر أحد أهم عناصر الأنظمة الغذائية الصحية، ومنها “حمية البحر الأبيض المتوسط”، حيث اعتمدت هذه الحمية على استخدام نسبة عالية من زيت الزيتون البكر الممتاز، واستمدت هذه الحمية من منطقة اليونان وإيطاليا وإسبانيا في العالم القديم، ورغم دخول زيت الزيتون العالم الجديد فإن هذه المنطقة حديثًا لم تلقِ اهتمامًا لهذه الحمية، وأصبحت تفضل الوجبات السريعة والدهون الحيوانية المندرجة تحت الأنظمة الضارة، ومع تطور العالم الحديث أصبح هناك اهتمام بإعادة الأنظمة الغذائية الصحية، وأنشئ أول تحالف باسم زيت الزيتون بعد الحرب العالمية الثانية التي غيرت العالم بشكل كبير، وأضافت عاداتٍ ثقافية وأفكارًا مختلفة كليًّا، من هنا بدأ خبراء ومنظمات صحية بإعادة تشكيل الأنظمة الغذائية الغربية وخلال أكثر من تجربة بحثية أقيمت على عائلات مختلفة في مناطق ودول مختلفة تحت إشراف الدكتور أنسل كيز تثبت أن الغذاء الذي يحتوي القمح والدهون غير المشبعة كزيت الزيتون والخضراوات والفواكه الطازجة تقي الإصابة بأمراض القلب التاجية، كما تثبت الأبحاث أن اليونان هي أقل إصابة بأمراض القلب غير دول العالم الأخرى لتركيزهم على وجود دهون نافعة كعنصر غذائي أساسي مثل زيت الزيتون البكر، وفي التسعينيات قامت منظمة أولدويز الأمريكية بإعادة إحياء “حمية البحر الأبيض المتوسط التقليدية” التي كان يحتوي نظامها أغذية نباتية كالفاكهه والخضراوات، ودهونًا كزيت الزيتون بنسبة عالية، وألبانًا بشكل معتدل، ولحومًا كالأسماك والدواجن، وربط هذا النظام بين صحة جيدة للشرايين التاجية والابتعاد عن الإصابة بالأمراض القلبية الأخرى، ومع هذا الكم الهائل لانتشار زيت الزيتون بين العلم والطبخ والمطابخ المختلفة ثقافيًّا في كل دولة فإننا في يومنا هذا ابتعدنا عن النظام الغذائي الصحيح، وارتفع معدل استهلاك الغذاء غير الصحي، وانقسمت الدهون بين النافعة والدهون الضارة.
الفكرة من كتاب الزيتون – التاريخ الكوني
تسرد فابريزيا لانزا تاريخ ظهور الزيتون على الأرض مرورًا بحضارات وثقافات مختلفة، فتجد أنه كان يمثل رمزًا لطقوس كثيرة في كل منطقة مختلفة في أكثر من بلد، إلى أن وصل إلى أكثر من مائدة طعام مختلفة حول العالم، حيث دخل الزيتون وزيت الزيتون أصنافًا كثيرة متنوعة بين الحلو والحامض.
مؤلف كتاب الزيتون – التاريخ الكوني
فابريزيا لانزا Fabrizia Lanza: ولدت في باليرمو بإيطاليا عام 1961، وهي باحثة في الثقافة الغذائية، وصاحبة مدرسة الطبخ الصقلي المرموقة “آنا تاسكا لانزا” التي أسَّستها أمها في صقلية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في تاريخ الفن، وكانت رئيسة التحرير السابقة لمجلة الذواقة، وشاركت في تأليف كتاب “العودة إلى الوطن الصقلي” مع كيت وينسلت عام 2012.
معلومات عن المترجم:
عمر سليم التل: مترجم وباحث، يحمل شهادة الماجستير في التاريخ، والبكالوريوس في العلوم السياسية، عمل مديرًا للمنتدى العربي في عَمَّان، ألف وترجم وراجع كتبًا عديدة، ومنها ترجمته لكتاب “الإنسان والدولة والحرب” لكينيث والتز، وكتاب “ذواقة العسل” لكارلا مارينا وكيم فلوتم.