الدماغ والتأثر بالعلاقات
الدماغ والتأثر بالعلاقات
تطوُّر علم الأعصاب والتصوير الدماغي بالرنين المغناطيسي وغيره أسهم بشكل ضخم في التعرف على ما تفعله العلاقات بالجهاز العصبي منذ الطفولة إلى التغيرات في مرحلة البلوغ وما بعدها، إذ تم التقاط تفاعل وارتباط بين الرضَّع والأشخاص المهتمين بهم سواء أكانوا آباءً أو غيرهم، وتمَّت متابعة التغيرات على مستوى الدماغ في تلك الفترة، ووجدوا أن هذا التعلُّق وتلك الرابطة يطوِّران من العلاقات المستقبلية للأفراد، مثل تحديد مدة العلاقات أو الإحساس بالأمان فيها أو القدرة المتنامية على مقاومة الخيبات والخسائر وفهم العالم داخلنا والعالم خارجنا.
نحن بحاجة دائمة إلى تجارب عاطفية مكتملة في صغرنا وعلاقات تفاعلية إيجابية لضمان حالة نمو عصبي صحية متوازنة، لكن هل الدماغ غير قادر على التغيُّر بمرور السنين كما يُشاع؟ قد ثبت علميًّا في أبحاث الطب النفسي أن هذا غير صحيح، وأن الدماغ من أكثر الأعضاء في الجسم التي تتميَّز بالمرونة وإضافة خبرات حياتية وتجارب تُحدث قدرًا كبيرًا من التغير الدماغي الإيجابي بعد ذلك، وتم التحقُّق من ذلك بالأشعة الدماغية فاكتشفوا وجود مسارات جديدة عصبية حسية وموت مسارات أخرى معتمدة في ذلك على التجارب التفاعلية.
الذكاء العاطفي للشخص تتكوَّن ملكته منذ الطفولة، فالعواطف التي نشعر بها في طفولتنا نعبِّر عنها في صور متعدِّدة كتعابير الوجه ونبرة الصوت والبكاء والضحك والابتسامة والحركات الجسدية، كل هذا يندرج تحت مصطلح “التواصل اللاكلامي”، ويأخذ هذا التواصل مناحيَ متعدِّدة سواء ناحية الهدوء أو الحماس أو أية أحاسيس أخرى، وهذا يُكسِب الرسائل اللاكلامية معانيَ أكبر من الكلام، وقد تستغله بعد ذلك في معرفة صدق المتحدث من عدمه.
كل هذا يجعل من الدماغ بنية اجتماعية متناغمة تتأثَّر بما حولها من مدخلات العلاقات المحيطة به في طور نمو بعد الآخر، وتبدأ المشاعر والأفكار والتصوُّرات والانطباعات عن الأشخاص في التداخل معًا وتغيير البنية الدماغية ووظيفتها باستمرار لمواكبة مراحل الحياة المختلفة.
الفكرة من كتاب لغة الذكاء العاطفي
من أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن الإنسان ما يخصُّ علاقاته في بيته وعمله ومجتمعه، ويرهق نفسه إما في اللوم واستنفاد طاقته، أو عدم اعتنائه بعلاقاته ليأسه وإحباطه وعجزه.
يقدِّم هذا الكتاب حلولًا نفسية عملية للحفاظ على صحة العلاقات في الحياة، بل وتنمية التواصل المشوَّش بيننا وبين الآخرين، في البداية تذكر الكاتبة كيف يتأثَّر الناس بالعلاقات منذ مرحلة الطفولة، ثم توضح الأسباب العامة لفشل العلاقات، وبعد ذلك تُفرد حديثًا مطولًا عن التوتر وما يصنعه من ضغوطات علينا وعلى من نحب وكيفية التعامل معه والسيطرة عليه، وتُعلِّق على المزاح والحس الفكاهي في العلاقات بأن قليله يصنع من الود ما لا يصنعه الكلام، وأخيرًا تنبِّه لطريقة حل الخلافات بين طرفي العلاقة إن كانت مما لا يؤثر فيهما بالضرر الجسدي أو المعنوي بصورة لا يمكن تحملها.
مؤلف كتاب لغة الذكاء العاطفي
جين سيغال: حصلت جين سيغال على درجة الماجستير في علم النفس ودرجة الدكتوراه في علم الاجتماع، مع تخصُّصها في الصحة الشاملة.
بدأت حياتها المهنية في أواخر الستينيات بصفتها مستشارة زواج وعائلة مرخصة، عملت على نطاق واسع في خدمة الأسرة في لوس أنجلوس ومع مجموعة مرموقة من أطباء الأورام في مركز سانت جوزيف الطبي، كما أدارت عيادتها الخاصة.
لها العديد من المؤلفات في العلاقات وعلم النفس، أهمها:
Feeling Loved: The Science of Nurturing Meaningful Connections and Building Lasting Happiness
Raising your emotional intelligence
معلومات عن المترجم:
مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أطلقت برنامج “ترجم” بهدف إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدَّمه الفكر العالمي من معارف وعلوم، عبر نقلها إلى العربية والعمل على إظهار الوجه الحضاري للأمة عن طريق ترجمة الإبداعات العربية إلى لغات العالم.