الدماغ المرن
الدماغ المرن
يستطيع الإنسان تدريب جسمه ليزيد من قوته ولياقته، فإنه كذلك يستطيع تدريب دماغه لحفظ وصيانة قدراته العقلية وتنميتها، ويُعدُّ دماغ الإنسان أعظم من أية آلة أخرى عرفها الإنسان على وجه الأرض وأرقى بكثير من سائر أدمغة المخلوقات الأخرى؛ إذ يتمتَّع بالقدرة على جمع وتخزين كمية لا حصر لها من المعلومات ومعالجتها والتعامل معها بصورة فورية، وفي الآونة الأخيرة أحدثت الأبحاث والدراسات ثورة كبيرة في طرق تفسير العلم للعقل والإدراك، إذ أثبتت الدراسات أن وضع الدماغ أمام تحديات مستمرة للمحافظة على مستواه أمر ضروري ليس للجهاز العصبي المركزي فحسب بل للجسم بأكمله، فعندما يتعرض الجسم لضغط أو جهد كبير يصعب معه توفير الدم أو الأكسجين لجميع أعضاء الجسم، فإن أعضاء الجسم تضحي بنفسها لصالح الدماغ كي يستمر في عمله، حيث يستنزف الدماغ كميات كبيرة من الدماء في مثل تلك المواقف كما حدث مع الرياضية جابرييلا أندرسن في أولمبياد 1984م وهي تجاهد وهي شبه غائبة عن الوعي لتصل إلى خط النهاية في سباق الماراثون رغم استنزافها لكامل طاقتها الجسدية، ولكن لم تتأثر أمام معجزة الإرادة وتصميم الدماغ على تحقيق الهدف المنشود.
ويشكِّل الدماغ وحده تسعين بالمائة من الجهاز العصبي المركزي، حيث يمتد داخل العنق والعمود الفقري مكونًا الحبل الشوكي، حيث تتفرَّع منه الأعصاب إلى أعضاء الحس والجلد والعضلات وسائر أجهزة الجسم المختلفة، وتكمن وظيفة الجهاز العصبي في نقل المعلومات داخل الدماغ بواسطة إشارات ذات طبيعة كهربائية وكيميائية، ويتكوَّن الدماغ من نوعين من الخلايا: خلايا صمغية وخلايا عصبية، حيث تتعامل الخلايا العصبية مع النبضات التي ترسلها الأعصاب المنتشرة في أنحاء الجسم، وتتم معالجتها في القشرة الدماغية وإرسال سيل معقَّد من المعلومات من الدماغ إلى العينين والأذنين وسائر أعضاء الحس.
وعن طريق الدراسات تبيِّن أن تصميم الدماغ يضمن وجود طاقة احتياطية كافية بصورة دائمة مما ينقذه في حالة إصابته بعلَّة أو أذى، وبذلك يمكن التغلُّب على الاختلال الوظيفي العقلي، ولا يستطيع المرء تغيير صفاته الوراثية، ولكن يستطيع تنمية دماغه والوصول إلى مستويات أفضل من حيث الطاقة والإمكانات، وقد يصاب الدماغ بالضمور كما تصاب عضلات الجسم إذا لم يستعمل بصفة مستمرة ودائمة، ويتميَّز الجهاز العصبي المركزي بالمرونة، أي القدرة على التكيف وتعديل نظامه البنيوي حتى يتلاءم مع الأوضاع الجديدة من نمو ونضج.
الفكرة من كتاب بناء القدرات الدماغية
يعدُّ الدماغ ميدانًا رائعًا للبحث العلمي وعالمًا غامضًا على الدوام، فرغم الاكتشافات التي يتم التوصُّل إليها بين حين وآخر، فسوف يظل هناك الكثير من الأسرار التي تحيط به ولا بدَّ من إماطة اللثام عنها بإجراء الدراسات والبحوث..
يتناول هذا الكتاب آلية الذاكرة وكيفية عمل الدماغ وكيفية معالجة المعلومات وما العلاقة بين أعضاء الحس والدماغ وكيفية تطوير قدرات الحفظ والتذكر والتخفيف من آثار الإجهاد على الدماغ، ويعدُّ ميدان هذا العلم من أسرع الميادين العلمية نموًّا وتطورًا؛ إذ تتمخَّض جهود الباحثين فيه عن كميات هائلة من المعلومات الجديدة.
مؤلفة كتاب بناء القدرات الدماغية
آرثر وينتر Arthur Winter: جراح أعصاب، ومدير معهد نيو جيرسي للأعصاب في ليفينغستون، وواحد من أوَّل ستة متخصصين في جراحة الأعصاب بأمريكا، مارس الطب لما يقرب من 54 عامًا وكان أيضًا رائدًا في مجال ارتفاع حرارة الميكروويف واستخدام تحفيز العصب عبر الجلد (TNS) لعلاج الألم.
كرس حياته لعائلته ومرضاه وكان مبتكرًا في مجال جراحة الأعصاب، رحل “وينتر” عن عالمنا في الـ 11 من مايو / أيار عام 2011 عن عمر يناهز الـ 88 عامًا، تاركًا وراءه رحلة عطاء في خدمة البشرية.
روث وينتر Ruth Winter: صحفية وكاتبة علمية أمريكية، حصلت على درجة البكالوريوس من كلية أوبسالا، ونالت درجة الماجستير في العلوم من جامعة بيس، عملت صحفية ومحرر علوم، ومؤلفة ما يقرب من 40 كتابًا عن الصحة والطب، وهي زوجة الدكتور آرثر وينتر.
ألف الدكتور آرثر وينتر وزوجته روث معًا العديد من الكتب منها:
Brain Workout
Build Your Brain Power
Smart Food: Diet and Nutrition for Maximum Brain Power
Consumer’s Guide to Free Medical Information by Phone and by Mail