الدعاية الكاذبة وصدمة النكسة

احتلَّ الصراع العربي الإسرائيلي المشهد قبل أحداث حرب يونيو، وكانت الرؤية السائدة لإسرائيل في ذلك الوقت هي أنها أداة للاستعمار الغربي أكثر من كونها مشروعًا خاصًّا لليهود، وبسبب الصحف ووسائل الإعلام الموالية للنظام الناصري، ساد الاعتقاد بأن الجيش المصري بالغ القوة، وكانت الصحف تحتفي باستعراضاته بادِّعاء امتلاك الجيش أسلحة نووية مصرية، وطائرة سُمِّيت بالقاهرة 300 لم تُصنَّع من الأساس، بالإضافة إلى صاروخي القاهر والظافر، ما صدَّر للجمهور أن مشكلة إسرائيل عقبة صغيرة يمكن تخطيها واستعادة فلسطين أيضًا، وأنها مسألة وقت فقط!

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

في مايو 1967 حدثت واقعة التصريحات الاستفزازية لإسرائيل وحشد قواتها على حدودها مع سوريا، مما أجبر عبد الناصر على الاستعداد للحرب دفاعًا عنها رغم علمِهِ بحالة الجيش الحقيقية، وطلب سحْب قوات الأمم المتحدة من الحدود، كما قام بوقف الملاحة الإسرائيلية في مضيق تيران، وكما هو معتاد قامت وسائل الإعلام والصحف بالتعبئة النفسية بشعارات ضخمة، وصرح عبد الناصر في 26 مايو باستعداده لأي حرب قادمة مع إسرائيل مع ثقته بالانتصار عليها، بل وتدميرها.

اندلعت الحرب بالفعل، وفي اليوم الأول أصدرت الصحف ووسائل الإعلام أخبارها بأن القوات المصرية توغَّلت داخل إسرائيل بعد معارك عنيفة، كما أسقطت 86 طائرة للعدو، ثم بدأت تلك الدعاية تتراجع، إذ أعلنت أن القوات في معارك مع مقاتلات أمريكية وبريطانية في سيناء، وبعد أربعة أيام فقط من بدء الحرب، أضحت الحقيقة الصادمة واضحة، وهي هزيمة ثقيلة، وانسحاب من سيناء، وصدمة شعبية مروِّعة.

في أعقاب نكسة 5 يونيو 1967م وخسارة سيناء، سادت الصدمة المُفاجئة بين الجماهير المصرية التي غُيّبت بأكاذيب إعلامِ نظامِه، وكما كان مُتوقعًا لشعبٍ سيتعامل مع نظامِه الفاشل بعد الهزيمة، نراه يُفاجئ العالم بخروجه طالبًا عدم تنحي رأس ذلك النظام جمال عبد الناصر، يُحلِّل هذا الكتاب الذي بين أيدينا الوضع آنذاك، ليذكر الأمر من بداية وصول الضباط الأحرار إلى السلطة، باحثًا عن كل ما كان سببًا في مظاهرات يومي 9 و10 يونيو المُطالِبة بعدم تنحِّي رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر.

شريف يونس: كاتب سياسي مصري، وعضو مؤسس بهيئة تحرير البوصلة، تركَّزت أعماله على التاريخ والفكر السياسي والأيديولوجيا، وحصل كتابه “البحث عن الخلاص” على جائزة الأدب السياسي بمعرض الكتاب عام 2015م.

من أهم أعماله: سيد قطب والأصولية الإسلامية، نداء الشعب: تاريخ نقدي للأيديولوجيا الناصرية، والبحث عن الخلاص: أزمة الدولة والإسلام والحداثة في مصر، وسؤال الهوية: الهوية وسلطة المثقف في عصر ما بعد الحداثة.