الدعاء
الدعاء
إن الدعاء هو العبادة التي يحبها الله، يقول ﷺ: “الدعاء هو العبادة”، ويجب أن يلجأ الإنسان إلى ربه ويدعوه أنه يعينه على أمور دينه ودنياه، وللدعاء طريقان، الطريق الأول هو الاستعاذة من الكسل، والاستعاذة بالله تعني الالتجاء إليه، يروي أنس بن مالك أنه كان يسمع النبي ﷺ يقول كثيرًا: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال”، وكان يردِّد صباحًا ومساءً: “ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبَر”، وهما يجمعان غياب القدرة الاختياري بالكسل، والقدري بالتقدُّم في العمر مع ضعف القوة والمرض.
والطريق الثاني سؤال الله الثبات والعون، الثبات على الدين، وعلى الطاعة دون فتور وانتكاس، وعلى الهداية فلا نزيغ أو نضل، وكلنا فقراء إلى الله ضعفاء إلا به، فلا يغرنَّك ثبات ساعة أنك لن تزل، والنبي وهو النبي المصطفى بقدره وإيمانه خاطبه الله: ﴿وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا﴾، فما أحوجنا نحن الضعفاء المساكين إلى الدعاء والالتجاء إلى الله (عز وجل).
والنبي ﷺ يعلمنا أن نسأل الله أن يعيننا على طاعته وعبادته، فما أجمله من دين وما أحلمه أن تسأل فيه وأنت العبد سيدك وخالقك، بغناه عنك وفقرك إليه أن يعينك ويهديك لما يرضيه عنك، يقول ﷺ: “يا معاذ إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدعنَّ في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”، ولذا كان حقًّا ما قاله ﷺ أيضًا: “أعجز الناس من عجز عن الدعاء”.
الفكرة من كتاب الحرب على الكسل
الكسل هو التثاقل عن الأشياء المهمة، وهو داء يجر الوبال على صاحبه، إذ لا يأخذ من دنيا المرء فقط، بل من دنياه وآخرته كليهما، وكلما ازداد المرء كسلًا، أصابه الفراغ والتبلُّد، يقول الإمام الراغب: “من تعطَّل وتبطَّل انسلخ من الإنسانية، بل من الحيوانية، وصار من جنس الموتى، لأن الفراغ يبطل الهيئات الإنسانية، فكل عضو تُرِك استعماله يبطل، وكما أن البدن يتعوَّد الرفاهية بالكسل، كذلك النفس بترك النظر والتفكُّر تتبلَّد وتتبلَّه، وترجع إلى رتبة البهائم”.
مؤلف كتاب الحرب على الكسل
خالد أبو شادي: طبيب صيدلي وداعية إسلامي، ولد في مصر عام 1973، درس في الكويت ثم أكمل دراسته الجامعية بالقاهرة، له كتب ومحاضرات توعوية متميزة، وعُرف بعنايته بتزكية القلوب والجانب الإيماني، ويتميَّز أسلوبه بالسهولة والقرب لكثير من الشباب.
من مؤلفاته: “أول مرة أصلي”، و”ونَطق الحجاب”، و”صفقات رابحة” و”بأي قلب نلقاه”، و”هبِّي يا رياح الإيمان”، وله برنامج تلفزيوني بعنوان “وتستمر المعركة”.