الدروع المستخدمة لصد أذى النرجسي
الدروع المستخدمة لصد أذى النرجسي
الحل الأمثل لصد أذى النرجسي هو تركه والابتعاد عنه وعدم التواصل معه، فإن تعذر ذلك فالحل يكون بتنمية الثقة بالنفس وتعزيز الصحة النفسية قدر الإمكان، لأن ذلك ما يستهدف النرجسي تدميره، والتعامل معه يكون من خلال عدم إبداء رد فعل على تصرفاته حتى لا تتغذى نرجسيته، أي اللا مبالاة بتصرفاته واعتباره غير موجود، واعتبار إهانته إسقاطًا لما بداخله، ورأيه بلا قيمة، وعدم الدخول معه في نقاش، أو معاملته بالمِثل، والاهتمام بالمشاعر والرغبات والآراء الشخصية دون تأثير منه.
لا يُجدي في التعافي طرح أسئلة وجودية، كسبب عدم عقاب الله للنرجسي؛ في الواقع يعاني النرجسي في داخله من عدم الشعور بالأمان ويشعر بالخزي، ولا تنجح علاقاته ويكره نفسه والآخرين، وكل ذلك يضره قبل أن يضر غيره، وبدلًا من ذلك يجب أن يمتن الشخص لأنه ليس نرجسيًّا، ولديه حرية اختيار الرحيل والسعادة بينما النرجسي سيظل في اضطرابه، كما أن فَهم النرجسي ومعرفة هدفه وتصرفاته نقطة قوة يستفاد منها في حماية النفس من أذاه. كما ينبغي عدم استفزاز النرجسي أو تحديه أو معاتبته، والحزم معه وعدم السماح له بتجاوز الحدود، وتهديده بالرحيل، وعند طلب شيء منه يُفيد تذكيره بالفائدة التي ستعود عليه، وإظهار تفوقه في تنفيذه وتقديم الهدايا له، وذلك بسبب طبيعته المادية وحبه للاستغلال.
وعند اتخاذ قرار الرحيل، ينبغي أخذه بجدية والتصميم على إنهاء العلاقة والبدء مرة أخرى، وعدم التواصل معه أو إتاحة فرصة ليحاول الخداع والتلاعب، وإذا لم يكن الرحيل ممكنًا، يمكن التوقف عن تغذية نرجسيته من خلال عدم الاهتمام به أو مدحه أو التعاطف معه، ليرحل هو ويبحث عن ضحية أخرى.
الفكرة من كتاب دليل التعافي: كل ما تحتاج معرفته حول الشخصية النرجسية وإعادة بناء احترام الذات
في حين أن العلاقة مع شخص ما قد تزيدنا سعادة وحبًّا لأنفسنا وتهون علينا صعوبات الحياة، قد تجعلنا علاقة أخرى مرتبكين وقلقين ويملؤنا الشعور بالذنب، وتقلل من احترامنا لذواتنا، فنظل في حيرة بين البقاء والرحيل، ويتحول الحب إلى معاناة، عندها قد يكون الطرف الآخر في العلاقة نرجسيًّا، فما الشخصية النرجسية؟ ولماذا يتكرر الاختيار الخاطئ للأشخاص؟ وهل وقوع أحدهم ضحية لنرجسي محض مصادفة؟ هذا ما سنتعرف عليه.
مؤلف كتاب دليل التعافي: كل ما تحتاج معرفته حول الشخصية النرجسية وإعادة بناء احترام الذات
ميرنا المصري: كاتبة لبنانية، ومدربة حياتية، ومدربة في البرمجة اللغوية العصبية واختصاصية علاقات عاطفية، تخصصت في دراستها في الرياضيات، وحصلت على درجة الماجستير من الجامعة اللبنانية، ثم أكملت الدراسات العليا في الوكالة الجامعية الفرنكوفونية في بيروت وجامعة ليون في فرنسا لتضيف إلى شهاداتها درجتي ماجستير، ثم تحولت لدراسة التنمية البشرية وحصلت على إجازة اختصاصية علاقات، وتكتب مقالًا شهريًّا في العلاقات العاطفية في مجلة «noujoum» ولها كتاب آخر بعنوان «ounsa لا تنسى».