الدرجات السامية للشخصية
الدرجات السامية للشخصية
تبدأ درجات الشخصية السامية بالقدرة على أداء الخدمات العامة، تلك الخدمات النابعة عن التطوع لا التكليف، فمؤدي تلك الخدمات لا ينتظر مصلحة شخصية، بل يؤدي تلك الخدمة من أجل قضية أو مصلحة أكبر من احتياجاته وهمومه، وبتحمل المسؤوليات الضخمة خلف تلك القضية الكبرى تنمو شخصياتنا ونكتسب الاحترام والتقدير ممن حولنا، ونمارس بِرًّا يُكسبنا صداقة ووجاهة وشرفًا بين الناس، كما نبتعد بأنفسنا عن الأنانية والأخلاق الدنيئة لسمو المنزلة التي نطلبها.
وثانية درجات الشخصية السامية هي المهنة التي نعمل فيها وتلقي علينا الواجبات والمسؤوليات، مما يعمل على تطوير شخصياتنا ومهاراتنا والطريقة التي نتعامل بها مع من حولنا، وثالثتها درجة العائلة، وهذه درجة واضحة، ففي تعاملاتنا اليومية نثق بالرجل المتزوج أكثر من الرجل الأعزب، لمعرفتنا أن الأول يمكن الاعتماد عليه، فهو في النهاية رجل يتحمل مسؤولية زوجته وأولاده بشكل ناجح، فتحمل مسؤولية الزواج دليل كبير على حدوث نمو في الشخصية ووجود روح اجتماعية عالية، لأن المتزوج يؤدي كل الواجبات التي عليه، ويعمل على تحسين مكانته الاجتماعية، ويحتاط ويتبصر في المستقبل، ويعمل على زيادة ثقافته من أجل عائلته، كما يعمل على توفير تركة لأولاده ليعتمدوا عليها بعده، ويضع سمعة عائلته في الحسبان، كل هذا دليل على كون الرجل المتزوج أكثر قدرة ومسؤولية من الرجل الأعزب، ففي النهاية نحن نعمل على تربية أنفسنا لنتمكن من تربية أولادنا بشكل صحيح حسن.
الفكرة من كتاب الشخصية الناجعة
إذا نظرنا إلى شخص ورأيناه قادرًا على التعامل مع كثير من البشر وحل كثير من المشكلات دون تردد أو خوف من الفشل، قلنا إنه يملك شخصية قوية، لا ذكاءً عاليًا، وذلك لأن الشخصية تختلف تمامًا عن الذكاء، فيمكن لشخصين أن يتساويا في مستوى الذكاء، لكننا نجد أحدهما أكثر جاذبية من الآخر في عمله وطريقة تفاعله مع الآخرين، وذلك لأنه أقوى شخصية من الآخر، لا أكثر ذكاءً.
والكاتب هنا يعرض الشخصية على أنها خاصية اجتماعية مكتسبة يمكن للإنسان تنميتها وتحسينها حتى تبرز، فشخصية المرء كبصمة يده، لا يمكن أن تتكرر عند أي إنسان آخر، وكل ما عليه أن ينميها ويتجاوز بها العوائق التي ستواجهه خلال ذلك، عن طريق اتباع درجات الشخصية التي وضعها الكاتب، وتطبيق تمارين تقوية الشخصية، حتى يُبرز الفرد شخصيته ويصل بها إلى النجاح والتميز.
مؤلف كتاب الشخصية الناجعة
سلامة موسى: صحفي ومفكر مصري ولد عام 1887م في محافظة الشرقية، وسافر إلى فرنسا وقضى فيها ثلاث سنوات التقى فيها عديدًا من الفلاسفة والمفكرين الغربيين، ثم انتقل بعدها إلى إنجلترا وقضى فيها أربع سنوات يدرس الحقوق ويقرأ مؤلفات الاشتراكيين مثل كارل ماركس وغيره، وعندما عاد إلى مصر كان رائد الحركة الاشتراكية وصاحب أول كتاب عن الاشتراكية في الوطن العربي، أصدر كلًّا من مجلة المستقبل والمجلة الجديدة، وتولى رئاسة مجلة الهلال لمدة ست سنوات، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، وتُوُفِّيَ سنة 1958 عن عمر يناهز واحدًا وسبعين عامًا تاركًا خلفه عديدًا من المؤلفات مثل:
أحاديث إلى الشباب.
حياتنا بعد الخمسين.
فن الحياة.