الدراسة ليست كل شيء

الدراسة ليست كل شيء
التفوق الدراسي ليس كل شيء، أولئك الذين يتفوقون في دراستهم لكنهم لا يملكون أي مهاراتٍ اجتماعية أو يتسمون بالأنانية، لا ينجحون في حياتهم غالبًا ولا يحظون بحب الآخرين وتقديرهم، إلا معلميهم أحيانًا. والأطفال الذين يعانون توترًا وإحباطًا وليست لديهم مهارات اجتماعية لا يدرسون باطمئنان، وتهدر أوقاتهم في حل خلافاتهم مع الآخرين، لذلك علينا أن نعلم الأطفال أن يحبوا أنفسهم، ويتحلّوا بالمسؤولية، ويحبوا الآخرين ويحترموا حقوقهم ويضحوا من أجلهم. وليس على الآباء السعي لئلا يذوق أبناؤهم أي مشقةٍ أو تعب، وليمنحوا أبناءهم فرصة للمشاركة في أعمال المنزل واللعب وحل مشكلاتهم بأنفسهم والمشاركة في الأعمال الخيرية، واكتساب المهارات الحياتية التي لن تعلمهم إياها الكتب، وليغرسوا فيهم حب الاستقلال تدريجيًّا، وليتقبلوا رغبتهم فيه. واستقلال الأبناء ونضجهم لا يعني فقط قدرتهم على اجتياز اختبارات تؤهلهم إلى الجامعة أو إيجاد عمل مناسب وشريك حياة مناسب، لكن لا بد معها من قدرةٍ على التفكير بشكل مستقل واتخاذ قرارات بغير اعتماد على الآخرين، واستقرار مزاجي، ومنظومة قيم سليمة.

ولنتذكر أن عنايتنا بنمو شخصية الطفل مهمة كعنايتنا بنموه الجسدي والعقلي، لذا نحرص على أن نغرس فيه حب الاستكشاف وحيوية التعبير باللغة وتعبيرات الوجه وحيوية الحركة والاستقلالية والتعاطف، ونبادر بعلاج الشخصيات الحساسة والأنانية مبكرًا.
والذكاء العاطفي يزيد من الذكاء بصورة عامة، ويمكننا تنميته بتنمية قدرة الطفل على الصبر، من خلال تشجيعه على الادخار من مصروفه مثلًا وشراء شيء يحبه في نهاية الأسبوع، وبتنمية قدرته على التكيف بتركه في بيئات جديدة طبيعية واجتماعية، وبتنمية فضوله وبحثه، واعتماده على نفسه، فلا نوبخه عندما يفتح الأدراج ويمسك الأجهزة، بل نعلمه عنها. وينمو الذكاء العاطفي بتعليم الطفل كيف يواري ضغوطه النفسية بشكل ملائم، فلا يؤذي حيوانًا أو يكسر شيئًا، ويبدأ ذلك بألا يفرغ الآباء غضبهم وضغوطهم فيه.
الفكرة من كتاب كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟
كثيرًا ما يشتكي الآباء كره أبنائهم للدراسة أو بُطأهم في الاستيعاب وحل الواجبات، لكن الأمر لا يكون وليد اللحظة، بل إن مشكلات الطفل مع الدراسة قد تبدأ منذ مولده أو حتى قبله في أثناء حمل الأم. لوم الطفل الآن لن يجدي، بل ينبغي فهم جذور المشكلة وحلها، والوقاية منها بحسن تنشئة الأبناء قبل دخولهم المدرسة، واتباع أساليب تربوية جيدة يبينها لنا الكتاب، ليس فقط ليحب أبناؤنا الدراسة ويتفوقوا ويتغلبوا على ضغط الامتحانات، بل لينجحوا أيضًا في جوانب مختلفة من حياتهم.
مؤلف كتاب كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟
يانج شيا: أستاذة مساعدة بجامعة العلوم الطبية الصينية، تخرجت في قسم علم النفس بجامعة بكين سنة 1986، وهي عضوة في جمعية الصحة النفسية الصينية، وعضوة دائمة في جمعية الطب النفسي للأطفال ببكين، ومديرة مركز تشي دي للاستشارات النفسية ببكين، ومديرة جمعية الاختصاصيين النفسيين ببكين، وعضوة مجلس إدارة جمعية الصحة النفسية ببكين، وتعمل خبيرة نفسية في عدد من البرامج التربوية في قنوات التليفزيون الصينية.
معلومات عن المترجمة:
مي حاتم عاشور: حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة الصينية من جامعة القاهرة عام 2008، وشاركت في ترجمة كتاب “قطوف من الحكمة الصينية”.