الدافع في مقابل قوة الإرادة
الدافع في مقابل قوة الإرادة
من الأشياء الخاطئة التي نظنها صحيحة هي عند التفكير في عادات جيدة نفترض أن فعلها يتطلب الدافع وقوة الإرادة، ولكن ماذا لو كانت افتراضاتنا حول تطوير العادات خاطئة؟ وماذا لو أننا كنا مُضللين في ما يتعلق بدور الدافع وقوة الإرادة في تشكيل تصرفات وأفعال روتينية جديدة؟ للإجابة عن ذلك يجب عليك معرفة أن مشكلة الدافع أنه قصير الأجل ولا يدوم أبدًا، ولذا فهو أداة غير فعالة على الإطلاق لتطوير عادات جديدة وتثبيتها، كما أن الدافع لا يعمل محفزًا يمكن الاعتماد عليه لجعلنا نقوم بأفعال وتصرفات محددة بشكل مستمر، وذلك بسبب كونه غير ثابت فهو يتأرجح بين المد والجزر، ولذا فهو أداة غير موثوق بها، كما أنه لا يمكن التنبؤ بالدافع، فلا توجد طريقة تخبرك بتوقيت شعورك بالدافع من عدمه.
ولهذا لا يمكننا النظر إلى الدافع باعتباره كافيًا لتطوير تصرفات وأفعال روتينية جديدة وصحية، فهو قد يحفزنا لزيارة طبيب الأسنان في إحدى المرات، ولكنه ليس فعالًا في التحفيز في التصرفات اليومية، وإذا لم يكن الدافع هو الحل، هل يمكن اعتبار قوة الإدارة هي الحل لتطوير عادات تدوم؟ مع الأسف لا يمكن الاعتماد أيضًا على قوة الإرادة، وذلك لسببين، السبب الأول: أن العلماء اكتشفوا أن قوة الإرادة مورد محدود ينضب بمرور الوقت، مثل خزان الوقود الممتلئ في سيارتك كلما تسير بالسيارة يصبح فارغًا، بينما السبب الثاني هو أن قوة الإرادة قصيرة الأمد بطبيعتها، وهذا يجعلها أداة مفيدة لمقاومة الإغراءات الفورية فقط، لكنها أقل فائدة في تطوير السلوكيات الجديدة.
وكما أشرنا في الفقرة السابقة فإن المحفزات تؤدي إلى سلوكيات سريعة تسفر عن المكافآت، ومن ثم تتكون الحلقات التكرارية، أي أن تحويل الروتين إلى عادة يتطلب تطبيقها بشكل ثابت ومستمر، ولأن الدافع وقوة الإرادة طبيعتهما مؤقتة وسرعان ما تتبخر، فلا يمكن الاعتماد عليهما في تكوين عادات طويلة مستمرة، ولهذا أصبحت العادات حتى الصغيرة منها تتفوق على قوة الإرادة والدافع في ما يتعلق بثبات التصرفات الروتينية واستمرارها، وتلك هي قوة العادات، بمجرد تشكيلها تبقى ولا تتزعزع.
الفكرة من كتاب الأثر المذهل للعادات البسيطة.. 10 خطوات لتغيير حياتك من خلال قوة العادات الصغيرة.
هل ترغب في اكتساب عادات جديدة تغير مجرى حياتك؟ وهل تعاني التشتت اليومي وتسعى للحصول على التركيز والإنجاز؟ إذًا أنت على الطريق الصحيح، فالعديد من البشر يتساءلون عن سبب عجزهم عن تحقيق أحلامهم، وكيف يخفقون في ما ينجح فيه الآخرون، غافلين عن أن ذلك مقترن بقدرتهم على التغيير، فرغم أننا جميعًا نسعى إلى حياة مثمرة مليئة بالانجازات والنجاحات، فإننا نخشى فكرة التغيير.
وقد جاء لنا هذا الكتاب ليشرح كيف يمكن لعادات بسيطة ولكن دائمة أن تغير من نهج الحياة، وتُحدث طفرة داخلنا، ولأن العادات هى أقوى آليات التغيير، قدم لنا الكاتب طرقًا مجربة في عشر خطوات تساعدك على خلق عادات إيجابية جديدة والمحافظة عليها، كما ذكر سبع طرق مجربة للتخلص من الطاقة الداخلية المقاومة ضد التغيير، هيا عزيزي القارئ اربط الحزام واستعد للانطلاق في رحلتك لبناء عادات إيجابية جديدة.
مؤلف كتاب الأثر المذهل للعادات البسيطة.. 10 خطوات لتغيير حياتك من خلال قوة العادات الصغيرة.
ديمون زهاريادس : كاتب أمريكي وأحد أهم الكتاب الملهمين في مجال تطوير القدرات للأفراد، فهو خبير في تطوير القدرة الإنتاجية وتطوير الأعمال والذات، ويقدم استشارات لعدد من الشركات، ورغم كونه في الخمسينيات من عمره، فإن هذا لم يعقْه عن أن يكون منتجًا، فقد بدأ رحلة نجاحه بعد عدد من الإخفاقات المتتالية، ولديه موقع على الإنترنت يرشد فيه الناس إلى كيفية استثمار يومهم لإنجاز المزيد من الأعمال.
ومن أبرز مؤلفاته:
فن التركيز والإنجاز.
صباح استثنائي كل يوم.
الطريقة الأكثر فعالية لإنجاز المهام.
معلومات عن المترجمة:
مروة هاشم : مترجمة ومحررة صحفية، درست الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة، والترجمة التحريرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي عضو في لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر منذ نوفمبر 2017، نشرت العديد من المقالات والحوارات الصحفية في العديد من المواقع الإخبارية والمجلات المصرية، كما صدر لها أكثر من خمسة عشر كتابًا مترجمًا من أبرزها: “عبودية الكراكيب”، و”ترجمان الأوجاع”، و”الكيمونو.. تاريخ حديث”، و”فن الحياة”.