الخوف من رفض الآخرين
الخوف من رفض الآخرين
أغلب الآلام والضعف النفسي هي في الحقيقة خوف من الآخرين، ومن تقييمهم، وأحكامهم، وردود أفعالهم، ولو سألت أي شخص ماذا يعني أن تصل إلى المستوى الجامعي الذي تريده؟ لكان رده أنه يخشى من سوء مظهره أمام الآخرين، ولكن هل سألت نفسك من قبل عن السبب الذي يدفعك إلى الخوف من الآخرين، والسعي وراء إرضائهم؟ هذا داء متوارث فينا منذ الصغر، إذ تتم تربيتنا على أن نكون مجتهدين مثل هذا أو ذاك، وكل هذه الجمل ترسِّخ في أذهاننا تقديم الآخرين على أنفسنا، ولمعالجة ذلك يجب تقديم أنفسنا على الآخرين، فالنفس إن لم يعتنِ بها صاحبها لن يعتني بها أحد غيره، وعلينا ألا ننتظر المقابل من الآخرين، فمهما أعطيناهم لن يرضوا، ولذا فإن العناية بالنفس وتقديمها، تساعد على التوازن مع الذات، مع العلم أن الإكثار من الاهتمام بالآخرين، وإهمال الذات يجعلنا عرضة لاستنزاف الآخرين، كما أن العناية بالنفس أولًا ليست من الأنانية في شيء.
يجب أن تعطي نفسك مساحة محرَّمة لا يحق لأحد ولا حتى نفسك أن تتخطاها، وهذا احترامًا لنفسك التي وهبها الله لك، وإن كنت تخاف من أن تكون الشخصية السيئة في رواية أحدهم ينبغي لك معرفة متى تكون حازمًا وترسم حدودك، دون إجحاف للطرف الآخر أو نقصان قدره.
أغلبنا بالفعل سمع مقارنات بينه وبين الآخرين من قبيل: لماذا لم يصل إلى ما وصلوا إليه؟ وأن الفرص متساوية، وهو فقط من لم يجتهد بالقدر الكافي، إذ إننا نعيش في عالم تسيطر عليه المادة والهوس بالصورة الذاتية، التي جعلت الحياة تتحوَّل إلى سباق لجمع كل شيء بلا نهاية ولا رضا، فيفقد كل شيء معناه، وتسيطر على الناس المخاوف العميقة، وتجدهم يقولون: ماذا يظن الناس في شعري المجعَّد أو وزني الزائد أو أنفي الضخم؟ وهذا الخوف هو ما يحرِّك الناس، ولذا يجب على كل شخص سؤال نفسه ما قيمة رأي الناس وحكمهم عليه؟ وعليه أن يعرف أنه لن يستطيع الوصول إلى كل ما يشتهيه لأن أحلامه الجميلة ستصطدم بصخور الحياة الصلبة، وسنة الحياة هي التقلبات، ودوام الحال من المحال.
الفكرة من كتاب جلسات نفسية.. حتى تصل إلى السكينة النفسية
في مراحل الحياة المختلفة تعصِف بنا العديد من المشكلات، والصعاب النفسية، نظن وهمًا أننا تجاوزناها، ولكن الحقيقة الأليمة أننا قمنا بدفنها بأعماق أنفسنا دون حتى أن نقوم بمواجهتها، لنكتشف بالنهاية أننا لا نحسن التعامل مع أنفسنا، ولا نفهمها، وبالتالي نصدر عليها الكثير من الأحكام القاسية، فيختل ميزان الحياة دون أن ندرى أن الأمر برمته ليس وليد تلك اللحظة، بل هو وليد العديد من التراكمات والخذلان والقسوة على النفس، وندرك أخيرًا أن المشكلة الوحيدة نابعة من طريقتنا في الحكم على أنفسنا.
وهذا الكتاب -عزيزي القارئ- هو دليلك للتعامل مع نفسك، وفهمها بشكل أفضل حتى تصل إلى مبتغاك وهو سكينتك النفسية، وتعرف جوانب نفسك، ونقاط ضعفها وقوتها وكيف تقاوم أمراضك النفسية، وتتغلَّب على الجلد الذاتي، لتكمل حياتك وأنت متصالح مع ذاتك؛ مهتمًّا بها؛ مقدمًا لها العون والمساعدة.
مؤلف كتاب جلسات نفسية.. حتى تصل إلى السكينة النفسية
محمد إبراهيم: كاتب وطبيب نفسي، وباحث ماجستير بجامعة عين شمس، قام بتقديم العديد من الدورات، والمحاضرات التدريبية، مثل: (دورات السكينة النفسية، والثقة بالنفس، والكمالية)، وتصدَّر العديد من المنصَّات الإعلامية في السنوات السبع الأخيرة، وحظي بإقبال كبير من مختلف الجنسيات والأعمار، وهدفه من نشر كتبه ومحاضراته توثيق معاني الصحة النفسية بشكلها الصحيح داخل نفوس القراء، وتدريب أكبر قدر ممكن من فئات المجتمع على التعامل بمرونة في شتى المواقف بشكل نفسي سليم، وطريقه نحو ذلك هو تبسيط مفاهيم علم النفس ليستوعبها عامَّة الناس، وهذا هو الكتاب الوحيد المنشور من أعماله.