الخوف من النجاح
الخوف من النجاح
نادرًا ما يتحدث الناس عن الخوف من النجاح مع أنه منتشر كالخوف من الفشل، وربما أكثر، والحقيقة أن الخوف من الفشل قد يكون عائقًا صغيرًا وسهل التغلب عليه، لكن الخوف من النجاح أخطر منه بكثير، كما أنه أصعب إدراكًا وأكثر واقعية مما نعتقد. لماذا؟ لأن النجاح يعني التغيير، فإذا حاولت وفشلت، ستعود على الأقل إلى الوضع الذي تعرفه واعتدته، أما إذا حاولت ونجحت فسوف تتجه إلى مكان مجهول. النجاح يعني أيضًا أنك ستؤثر في عدد أكبر من الأشخاص، أصبحوا يعتمدون عليك أكثر ويتطلعون إليك، أي إن الخوف هنا يعتمد على ما سيكلفه النجاح، فقد تخشى مثلًا خسارة نفسك وأن تصبح نسخة أسوأ من نفسك إن زادت سلطاتك أو أموالك.
وكذلك يوجد الخوف من ردود الفعل المفاجئة والعنيفة، فبعض الأشخاص يخافون النجاح بسبب ردود الفعل المجتمعية، فمثلًا قد يتجنّب النساء الترويج لأنفسهن على أنهن سيدات أعمال ناجحات، لأن ذلك لا يتماشى مع الأدوار التقليدية للجنسين المقبولة اجتماعيًّا، وقد يكون الخوف بسبب اعتقاد بعض الأشخاص أنهم ليسوا جيدين كفاية، وأن حقيقتهم ستُكتشف في ما بعد.
إن السيئ في الخوف من النجاح أنه يمكن أن يدمر أي إنجازات قمت بها، لذا فالخطوة الأولى للتغلب عليه هي تنمية الوعي الذاتي لديك ومعرفة كيف ومتى ولماذا ظهر في حياتك، لأنه قد يظهر على شكل مماطلة وتسويف، ومن الممكن أن تقضي حياتك كلها في تخريب تقدمك لأنك تخاف النجاح، لكنك لا تُدرك ذلك، لذا عليك أن تتعاطف مع نفسك، وتبدأ في إدراك أنماط تفكيرك الخاطئة التي تجعلك تخاف النجاح وتتخلص منها.
قد يساعدك على ذلك البدء بتسجيل يومياتك كل يوم وتدوين كل ما يخطر ببالك عندما تفكر في خوفك من النجاح، وتفكر في ذكرياتك وتجاربك الأولى معه، ماذا كان السبب؟ هل تتذكر كيف شعرت؟ استمر بهذا لمدة أسبوع أو أكثر حتى تعرف كل ما تريده عن خوفك من النجاح، وبعد ذلك عليك باتباع استراتيجياتك في التجنب المتعلقة بالخوف من النجاح، فأنت الآن بحاجة إلى الاهتمام بأفعالك، وإدراك الطرائق التي تجعل عقلك خائفًا، والطرائق التي تتجنب بها كل خطوات النجاح، ومن ثم عليك أن تواجه خوفك بطريقة ذكية، هذا يعني أن تبدأ في التعامل مع المواقف التي كنت تتجنّبها بشكل تدريجي، حتى تثبت لعقلك من خلال سلوكك أنك لا تخاف النجاح.
الفكرة من كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا: واجه مخاوفك الشخصية وجهًا لوجه
هل سبق لك أن استلقيت مستيقظًا عندما كنت طفلًا، خائفًا من الوحوش التي قد تكمن تحت سريرك أو خلف الخزانة؟ أنت لست بمفردك، هذه تجربة عالمية، تتجاوز الحدود من مصر إلى جبال سويسرا. وتتمتع كل ثقافة بمجموعتها الخاصة من الوحوش والعفاريت التي تتغذى على الأطفال الذين يسيئون التصرف.
ومع تقدمنا في السن، خضعت هذه الوحوش إلى تحول عميق. إن الأمر المخيف حقًّا عن مرحلة البلوغ هو أن تلك المخلوقات الخيالية التي اعتقدنا ذات يوم أنها تتجول حولنا قد اختفت، وبدلًا من ذلك، وجدت مكانًا جديدًا للسكن داخل عقولنا، وتظهر في صورة مخاوف شخصية، مثل وحوش الفشل والنجاح والتغيير والمجهول والرفض، وهذا هو موضوعنا اليوم.
مؤلف كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا: واجه مخاوفك الشخصية وجهًا لوجه
مجموعة مؤلفين: يتكوَّن الكتاب من عدة مقالات لعدد من المؤلفين، تتحدث عن الخوف وأنواعه المختلفة، كل مقال لكاتبٍ مختلف، جمعتها المترجمة إيناس سمير في كتابٍ واحد، وأضافت طابعها الخاص على الكتاب.
معلومات عن المترجمة:
الدكتورة إيناس سمير: مترجمة، وطبيبة أسنان مصرية، تخرجت في كلية طب وجراحة الفم والأسنان عام 2019 بجامعة طنطا، وترجمت عددًا من الأعمال الذائعة الصيت لدار عصير الكتب للترجمة والنشر والتوزيع. ومن ترجماتها:
كُن الشخص الذي يجعلك سعيدًا.
إلى كل الأولاد الذين أحببتهم.
آن في المرتفعات الخضراء.