الخوف عند الأطفال
الخوف عند الأطفال
الخوف هو حالة انفعالية طبيعية وغريزة يشعر بها الإنسان والحيوان في بعض المواقف، ويظهر الخوف في صور متعددة، وتختلف درجاته بين الحذر والرعب والهلع، وينشأ معه منذ ولادته ويزداد معه ما لم يعرف كيف يضع حدًّا له، فإذا زاد عن حدِّه تحول إلى مرض يؤرِّق حياة الشخص وربما يدمِّرها في كثير من الأحيان.
وعدم الخوف عند الأطفال يعدُّ من الأمور النادرة، فهو شعور طبيعي وعدمه يعني قلة الإدراك العقلي عند الطفل، فقد يمسك الصغير ثعبانًا ظنًّا منه أنه لعبة وهو غير مدرك للضرر الذي قد يلحق به، ويقع الخوف على نوعين أحدهما الخوف العادي والآخر الخوف المرضي، وقد يكون الخوف عامًّا غير محدد أو خوفًا وهميًّا غير محسوس كالخوف من الموت والغول وغيره.
أما المخاوف عند الأطفال فتختلف أنواعها ودرجاتها باختلاف المراحل العمرية، فالمولود بدايةً من عمر ستة أشهر تكون مخاوفة غريزية إلى حدٍّ كبير، وليست بصورة منتظمة أو متكرِّرة، كما أنها تكون غير مؤثرة في شخصيته ولا تمتد معه، لأنه في هذا العمر لم يتطوَّر خياله أو ذاكرته تجاه الخوف، ولكنه قد يتعلَّم الخوف بالتجرِبة المؤلمة إذا تكرَّرت، مثل أخذه الحقنة كل يوم، وكلما كبر الصغير يتزايد خوفه مع اكتسابه للخبرة وتزايدها، وكذلك يتزايد مع اختلاف حالته المزاجية، فصوت المكنسة مثلًا قد يخيف طفلًا ويبكيه، بينما يسعد آخر ويسكته.
وهناك أنواع من الخوف يشعر بها الصغار في الوقت نفسه، وقد يرتبط خوف الصغار في أساسه بتطوُّر خيالهم المرتبط بالنمو العقلي لهم، وهكذا تتسع مخاوف الأطفال باتساع عالمهم، وتبدأ ظاهرة الخوف الطبيعية والمتكرِّرة عند الطفل قرب نهاية عامه العمري الأول، وتتمثَّل في خوفه من الأشياء الغريبة والأصوات والناس غير المألوفة، ومن الشائع أن يخاف من الحيوانات والعواصف الرعدية والأماكن الغريبة، ويعد هذا الخوف جزءًا من عملية النمو عند الطفل، وأمرًا خارجًا عن نطاق حماية الوالدين، وينتهي هذا الخوف بمرور الوقت، ونادرًا ما تكون له عواقب طويلة المدى على الطفل.
الفكرة من كتاب الخوف والقلق والابتزاز عند الأطفال
إن شعور الطفل بالخوف والقلق أمر عادي، فهذا جزء من نشأته وهو جزء من كون الشخص إنسانًا، ولكن قد يكون الأطفال الصغار قلقين جدًّا لدرجة أن الهلع والقلق قد يمنعهم من الاستكشاف والانتفاع والنمو.
وكثيرًا ما تواجه الأم بعض المشكلات في تربية أطفالها- وبخاصة الطفل الأول- نتيجة قلة خبرتها في هذا المجال، وتقلُّب مزاج وانفعالات واحتياجات الطفل في مراحل نموه المختلفة، وتقف حائرة أمام العديد من المشكلات هل تعالجها بغريزة الأمومة الفطرية أم تتجه إلى النظريات العلمية والعلماء تلتمس النصائح؟
يقدِّم هذا الكتاب عددًا من التعريفات والحلول الإيجابية لكثير من مشكلات الأطفال الانفعالية والوجدانية كالخوف والقلق والاكتئاب والبكاء، وما يتعلق بها والأسباب الباعثة عليها وكيفية الوقاية منها والتعامل الأمثل معها.
مؤلف كتاب الخوف والقلق والابتزاز عند الأطفال
نادر إسماعيل الزبدي: كاتب أردني الجنسية، يعدُّ من الكتاب المهتمين بمجالات التربية والصحة النفسية للأطفال.
ومن مؤلفاته:
التربية الاجتماعية للطفل.
الانفعالات والاضطرابات عند الأطفال.