الخوف السلبي والإيجابي
الخوف السلبي والإيجابي
الخوف والقلق مشاعر تولد بولادة الإنسان، فالطفل الصغير أول ما يشعر يشعر بالتعلق بالأم، وهذا الشعور يدفع شعورًا آخر للظهور وهو الخوف من الغرباء، وأحيانًا الانفجار في البكاء نتيجة ذلك، ثم بنمو هذا الخوف يتحوَّل من الأشخاص إلى الأشياء المادية والمعنوية، كالسقوط من المرتفعات أو من ركوب الدراجة أو التوبيخ أو السخرية على أفعالنا، إلى غير ذلك.
حتى لا يتبادر إلى الأذهان أن القلق والخوف مشاعر سلبية فقط تؤرِّق الإنسان يجب أن نشير إلى بعض النقاط الإيجابية فيما يتعلَّق بها لأن الطلاب في المدرسة، على سبيل المثال، يخافون من الامتحانات، وهذا الخوف يدفعهم إلى الاستعداد جيدًا لها، وعلى النقيض تمامًا من ذلك تجد التلاميذ الذين لا ينتابهم القلق قبيل الامتحان يهملون في استعدادهم كثيرًا، وينعكس ذلك بصورة كبيرة على النتائج الدراسية، إذًا يمكننا القول إن الشعور بالقلق يدفعنا نحو أداء المهمات المطلوبة منا بشكل أفضل، لكن ماذا لو تجاوز هذا القلق الحد الطبيعي الذي يدفع للإنجاز؟ هل من المتوقع أن تستمر العلاقة الطردية بين حجم القلق والقابلية للإنجاز بصورة جيدة؟ أثبتت الأبحاث أن هناك لحظة ما في العلاقة بين القلق والإنجاز تتحوَّل خلالها تلك العلاقة الطردية إلى علاقة عكسية، أي يتحوَّل المزيد من القلق إلى عامل تثبيط وليس إلى إنجاز، وبالتالي يوصف الخوف والقلق هنا بالمشاعر السلبية.
هناك أمر لا يلحظه الكثيرون، وهو أهمية عدم الاستسلام لشعور القلق حتى لا يتمكَّن من الشخص ويُدخل الإنسان في حلقة مفرغة من الخوف، حيث تبدأ تلك الحلقة بالخوف من شيء ما، ثم تظهر أعراض جسدية ونفسية، ثم تدعم هذه الأعراض مشاعر الخوف والقلق مرة أخرى وهكذا، لذا لا بد من محاولة كسر هذه الحلقة بأي رسائل تطمئن الإنسان داخليًّا وتبعث بداخله الاستقرار والسلام النفسي.
هناك الكثير من الأمور الغامضة بشأن الشعور بالقلق والخوف وخصوصًا فيما يتعلق بالمسببات لأنه من العجيب أن نسبة الناس الذين يشعرون بالقلق من حوادث السيارات قليلة جدًّا مقارنةً بحوادث الطائرات، وهذا غير مفهوم لكنه ربما يرجع إلى كثرة التعرُّض اليومي والاعتياد.
الفكرة من كتاب القلق ونوبات الذُّعر
اضطرابات القلق والخوف لها انتشار هائل في مجتمعنا، لكن هل هي اضطرابات فعلًا أم أنها حالات مؤقتة؟ هل كل الخوف والقلق مشاعر سلبية يجب التخلُّص منها أم أنها ليست كذلك؟
يتحدث الكاتب بدايةً عن تعريف الخوف السلبي والخوف الإيجابي، ثم ينتقل لتوضيح الأعراض التى يشعر بها حينما نخاف، ويبين معظم النظريات التي فسرت اضطرابات القلق وأنواعه، ويحاول توضيح الطريق من أجل التخلُّص من المخاوف ومثيرات القلق.
مؤلف كتاب القلق ونوبات الذُّعر
كوام مكنزي : بروفيسور في الطب النفسي في جامعة تورنتو، وأقدم طبيب نفسي في مركز الإدمان والصحة العقلية، عمل في جميع المستويات بدءًا من العناية بالمريض في العيادة حتى وضع السياسة الحكومية، وقد تعهَّد بمسألة تحسين فهم المرض العقلي، وكتب أكثر من مائة مقالة أكاديمية وعدة كتب، أشهرها: “الاكتئاب”.
المترجمة في سطور:
هلا أمان الدين: قامت بترجمة كتب أخرى، مثل: مرض باركنسون للبروفيسور توني شابيرا، ومتلازمة القولون العصبي للطبيب كيران موريارتي.