الخوف
بعض المخاوف تكون وهمية وغير حقيقة من أمور غير مخيفة كالحيوانات الأليفة أو الأماكن المفتوحة، وقد يكون الخوف غير حسي لا يدركه الطفل على حقيقته كالخوف من العفاريت والغيلان، فيكون مبعث الخوف في نفس الطفل عدم إدراكه لطبيعة الأشياء.
من أسباب الخوف انتقاله من الآباء إلى الأبناء، فخوف الأم ينتقل إلى ابنها، وقد يكون بسبب التخويف الدائم للطفل وتهديده بغرفة الفئران أو إحضار الغول، وإذا كان جو الأسرة مشحونًا مليئًا بالصراخ والتوتُّر فإن الطفل يفتقد الأمان، وقد يكون الخوف نتيجة لصدمة نفسية شديدة الأثر، فلا يزول انتهاء الحادث كتعرُّضه لهجوم كلب، أو تعرِّضه للغرق في حوض الاستحمام فيستمر خوفه الشديد من المياه بعد تلك الحادثة، وقد يكون لضعف الطفل جسمانيًّا ما يشعره بالعجز عن الدفاع عن نفسه.
أما أساليب العلاج والوقاية فهي: أن يكون محيط الأسرة هادئًا مطمئنًّا دافئًا غير مضطرب، وأن يحرص الوالدان على عدم نقل مخاوفهما لأبنائهما، وغرس الأمن في نفس الطفل بالتعاطف معه وفهم أفكاره ومشاعره ومشاركته إياها، وتنمية التفكير لديه ومناقشته حول الحوادث التي تحصل حوله، وتهيئة الطفل للتعامل مع المشكلات من خلال اللعب، فإذا كان الطفل يخاف من الكلاب نحضر له لعبة على هيئته ونعلمه رسمه وقصصًا فيها صوره ليألفه تدريجيًّا، وتحبيبهم في فضيلة الشجاعة وقص الحكايات التي تقدم نماذج لأطفال شجعان، والعمل على تقوية ثقة الطفل بنفسه ومنحه الفرص لخوض التجارِب والتعلم.
الفكرة من كتاب طفلك ومشكلاته النفسية
إن مرحلة الطفولة هي أساس بناء تكوين الإنسان ونموِّه، وعند دراسة أي مشكلة لدى الطفل علينا النظر أولًا إلى الدوافع والمسبِّبات من ورائها، ومن ثم طرق العلاج لهذه الأسباب، وينبغي مراعاة اختلاف الأطفال بعضهم عن بعض، فلكلِّ طفل بيئة مختلفة وظروف مختلفة وشخصية مختلفة أيضًا، فالمشكلة نفسها التي تظهر لدى طفلين قد تختلف اختلافًا كليًّا في الدوافع التي أدَّت إليها، ومن ثم في طريقة العلاج، وعلينا ألا نخلط بين المشكلة النفسية والمرض النفسي، فالمشكلة عارضة وسرعان ما تزول إذا لم تهمل والتزم المربي بمبادئ العلاج التربوي والديني والاجتماعي والنفسي، أما المرض النفسي فهو حالة مزمنة تحتاج إلى متخصِّصي علاج نفسي.
في هذا الكتاب يعرض المؤلف عدة مشكلات نفسية للأطفال كالكذب والخجل والعدوان، وأسبابها وطرق الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب طفلك ومشكلاته النفسية
أحمد علي بديوي: كاتب وطبيب مصري، وأستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة حلوان.
من مؤلفاته: “الثواب والعقاب وأثره في تربية الأولاد”، والكتاب الذي بين أيدينا، والكتابان ضمن سلسلة سفير التربوية.