الخوارزميات
الخوارزميات
في البداية عليك أن تُدرِك أن الحصول على نتائح من التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالتفاعل الطبيعي، ودون إنفاق كثير من المال أمر ممكن، ولكنه لا يكون كافيًا في كثيرٍ من الأحيان، والسبب في هذا يرجع إلى ما يُعرف بـ”الخوارزميات”، فالخوارزميات المسؤولة عن صفحات المُستخدمين عبر شبكات التواصل الاجتماعي تُفَضِّل في الغالب المُحتوى البشري على المُحتوى الذي تُنتجه العلامات التجارية. ومِن هُنا يلجأ الناس إلى حل من اثنين: إما التسويق عبر الإعلانات المدفوعة، وإما التسويق عبر المؤثرين.
إذا كان اختيارك هو التسويق عبر الإعلانات المدفوعة، فصحيح أنها وسيلة ممتازة لتتمكن من إيصال رسالتك إلى فئة مُعينة من الناس، إلا أنك في هذه الحالة ستواجِه مُشكلتين، المُشكلة الأولى هي مشكلة البروز الصارِخ للإعلانات الممولة على شاشات المُستخدمين، عليك أن تعي فكرة أن الناس يستخدمون مواقع التواصُل الاجتماعي للتواصل مع أصدقائهم ومُحيط العائلة، وليس لرؤية الإعلانات الخاصة بك، ومن ثم ستبدأ أعينهم في تجاهُل الإعلانات بشكلٍ تلقائي بمرور الوقت.
أما المُشكلة الثانية فتتمثل في خوارزميات عمل موقع مثل فيسبوك نفسه، فهدف الموقع الأساسي هو دفع الناس للتفاعُل مع التطبيق أو الموقع وإبقاؤه مفتوحًا لأطول فترة مُمكِنة، وعندما يسجل الناس خروجهم ويغادرون التطبيق تتعرض الشركة لخسارة جمهورها، لذلك فهي تعمل جاهدة للإبقاء على المنشورات المُثيرة لاهتمام كُل فرد عبر الصفحة الرئيسة الخاصة به، وتبقى تحت مطرقةِ إعطاء الناس المحتوى الذي يدفعهم إلى قضاء مُدة أطول على التطبيق، وسِندان إظهار الحد الأدنى من الإعلانات لإرضاء مموليهم.
ولذلك فإن تسخير جهود المُستخدمين الذين لديهم مُحتوًى يتصدر الصفحات الرئيسة لدى جمهورك المُستهدف، هو الحل الأمثل.
الفكرة من كتاب عصر التأثير: قوة المؤثرين في تحسين علامتك التجارية
لِوسائِل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي دور كبير، فالجماهير العريضة التي اعتادت الجلوس خلف شاشات التلفاز في الماضي، نجدها اليوم تجلس خلف شاشات من نوعٍ آخر، تُرى ما التغيير الكبير الذي حدث؟ وكيف تحوّلت هذه المواقع من كونها مصممة خصيصى لتواصل الأصدقاء معًا إلى منّصة لبيع الأشياء والترويج للمُنتجات؟
ما حدث ببساطة كان عملية استبدال للإعلانات عبر هذه الوسائل بالإعلانات التلفزيونية، ولمّا كانت هذه الوسائِل في الأصل مُصممة للبشر، وكانت خوارزمياتها تُفضّل البشر على الوكالات التجارية، كان من المنطقي أن نجعل البشر جزءًا أساسيًّا ضمن استراتيجيات التسويق، ومِن هُنا تحديدًا ظهر هؤلاء الذين نُطلِق عليهم اليوم “المؤثرين”
مؤلف كتاب عصر التأثير: قوة المؤثرين في تحسين علامتك التجارية
نيل شافر: هو أحد المُتحدثين البارزين عالميًّا، ومُتخصص دولي في مُساعدة العلامات التِّجارية في عمليات التسويق الرقمية، ومؤسس مكتب الاستشارات التسويقية PDCA Social، كما يعمل مُدرسًا للتسويق في كُلية روتيجرز للتجارة في ولاية نيوجيرسي بالولايات المُتحدة الأمريكية.
له عدّة مؤلفات أُخرى، من ضمنها:
الاستفادة القصوى من الشبكات الاجتماعية.
معلومات عن المُترجم:
مصطفى يحيى بوشن: شاب جزائري، وطالب علوم حاسب، يعمل بشكلٍ مُستقل في مجال الترجمة، وصناعة المُحتوى، والتصميم.