الخلايا الجِذْعية
الخلايا الجِذْعية
يمثل الزيجوت -الناتج من اندماج البويضة والحيوان المنوي- النموذج الأصلي للخلايا الجِذْعية التي تنمو مكونة جميع أنسجة الجسم، وتنقسم الخلايا الجذعية إلى جنينية وبالغة. كان جايل مارتل أول من أطلق مصطلح “الخلايا الجذعية الجنينية” لوصف خط من الخلايا المزروعة من أجنة الفئران، وبعدها بسبع سنين استخرج جيمس تومسون أول خط لخلايا بشرية لجنين في مراحله الأولى، ويمكن الآن الحصول عليها بالتلقيح الصناعي، وتحتاج الخلايا البشرية إلى وسط مغذٍّ من الخلايا الحيَّة وعامل نمو بشري لتكوين ظروف مثالية للتمايز والانقسام.
الخلايا الجنينية غير متخصِّصة، أي لها القدرة على إنتاج أغلب أنواع الأنسجة بينما الخلايا البالغة الموجودة فينا إلى نهاية العمر فتتمايز إلى خلايا أنسجة محددة لتعويض فقد الأنسجة والأعضاء؛ فمثلًا الخلايا البالغة في الدم لا يمكن أن تتمايز إلى خلايا جلدية، وتُسمَّى الخلايا الجنينية في الأجنة الثديية بطبقات التبرعم، وهي ثلاث طبقات خارجية ووسطى وداخلية، وكل طبقة تنمو لأعضاء معينة، لكن المدهش أن هذه الأنواع الثلاثة يمكن أن تنتج خلايا بالغة مشتقَّة من خط تكاثري مختلف! تقل الخلايا الجذعية بالتقدم في العمر مما يؤثر في قدرتها على الانقسام ويصيب الخلايا بالكسل.
في عام ١٩٦١ نجح ماكولك وجيمس شيل في حقن خلايا بالغة لنخاع العظام في أوردة فئران فكونت عقيدات في طحاله مساوية لعدد الخلايا المحقونة، ولكن الخلايا الجنينية هي الأمل المُعوَّل عليه في العلاج الطبي لقلَّة عدد الخلايا البالغة وصعوبة استخراجها وتهيئة الوسط الملائم لنموها، ولا نعرف بعد آلية عمل الخلايا الجذعية بعد تمايزها؛ فمستقبلها تحدِّده الصفات الوراثية والإشارات الخارجية، فلو حدث خلل في هذه الإشارات ربما تغيِّر الخلية صفاتها الوراثية وتتميَّز إلى نوع مختلف من الخلايا، ومن المثير المُبكي اكتشاف خلايا جذعية سرطانية تنقسم ببطء -كالخلايا الطبيعية تمامًا- مما يجعلها مقاومة للعقاقير التي تستهدف في الأساس الخلايا سريعة الانقسام، يَصعُب تحديد أصل هذه الخلايا، ربما لأن التلف المؤدي إلى السرطان حدث في خلايا متمايزة حديثًا.
الفكرة من كتاب الخلية.. مقدمة قصيرة جدًّا
الخلايا هي اللبنة الأساسية المكوِّنة لأجسام الكائنات الحية، ولكنها ليست كيانات مصمتة تتراص جنبًا إلى جنب، بل هي نظام عجيب يجري فيه الكثير من الأحداث المثيرة والباهرة.. فممَّ تتركَّب الخلايا؟ وكيف تعمل؟ وهل تجارب العلاج الخلوي يمكن أن يقفز بها الأطباء من زراعة الأعضاء إلى زراعة الأنسجة والخلايا لعلاج كثير من الأمراض المستعصية من قَبيل علاج المثْل بالمثْل كعلاج أمراض الكبد بخلايا كبدية، كما عبَّر أحد الأطباء؟ يحاول هذا الكتاب المكثَّف وضع إجابات مفتاحية لتلك الأسئلة.
مؤلف كتاب الخلية.. مقدمة قصيرة جدًّا
– تيرينس آلن Terence Allen: عضو الجمعية البريطانية لعلم الأحياء الخلوي، وجمعية الكيمياء الحيوية والجمعية الملكية للدراسات المجهرية، له أكثر من مائتي ورقة بحثية في مختلف المجلَّات الأكاديمية.
من مؤلفاته:
Microscopy.. Very short introduction.
– جراهام كاولينج Graham Cowling: أستاذ دراسات عليا للطلاب المتخصصين في أبحاث السرطان في كلية الطب بجامعة مانشستر، وكان يعمل قبلها متخصصًا في علم الأحياء الجزيئي في المختبرات الصناعية والأكاديمية، وألَّف عددًا من الأوراق البحثية.