الخلايا الآكلة

بعد محاولة انتحار فاشلة، لجأ “إيليا ميتشنيكوف | Élie Metchnikoff” إلى مختبره لسببين، وهما: تذكيره بمسعاه البحثي في الحياة، وكذلك شعوره بالفضول، إذ وضع مساء أمس شوكة نبات داخل نسيج كائن نجم البحر، وكانت المفاجأة أنه لم يجد الشوكة، إذ حاصرتها الخلايا ودمرتها، ومن هنا بدأت نظرية “الخلايا البلعمية | Phagocytes”، أي الخلايا الآكلة باللغة اليونانية، كما وجد ميتشنيكوف مسعاه القادم، فانكَبَّ على هذه الخلايا في محاولة لكشف أسرارها، وتمكن من وصف عملية البلعمة، واكتشف وجود فجوة داخل الخلايا البلعمية تحوي مواد سامة تهضم الطفيليات الغريبة عن الجسم، كما تحمل مستقبلات تساعدها على تمييز هذه الطفيليات. 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

اعتقد المجتمع العلمي أن الخلايا البلعمية هي مفتاح حل لغز المناعة، لكن ظهرت تقارير عن نظرية معارضة لنظرية ميتشنيكوف ولا تلعب فيها الخلايا البلعمية دورًا، وتوضح أن جهاز المناعة يعتمد على مواد موجودة في الدم، وكانت هذه بداية نظرية المناعة الخلطية. 

وفي الفترة نفسها أجرى “بول إيرليك | Paul ehrlich” مجموعة من التجارب الرائعة، التي سلطت الضوء على مفهوم جديد وهو المناعة النوعية، إذ وضح أن المناعة قد تكون نشطة أو سلبية، وفي المناعة النشطة تُكتسب المناعة من خلال المشاركة النشطة لعناصر الجهاز المناعي للحيوان المضيف، مما يؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة، لذلك يصاب الحيوان بالعدوى ويبدأ الجهاز المناعي المحدد في إنتاج الأجسام المضادة استجابةً لذلك، في المقابل تتضمن المناعة السلبية الحصول على هذه الأجسام المضادة من حيوان آخر، مثل لبن الأم.

تخيل جيشًا خفيًّا يسكن جسمك، جيشًا لا تراه عيناك، لكنه يحارب بلا هوادةٍ عدوًّا خفيًّا يهدد سلامتك، هذا الجيش هو جهاز المناعة، وهو الذي يحمينا من مسببات الضرر في كل ثانية، فخلال تنفسك للهواء يعمل الجسم على تنقيته من خلال إحدى دروع المناعة، وعند تعرضك للمرض يكون جهاز المناعة حليفك الوفي في مواجهة الفيروسات، وعلى الرغم من التقدم العلمي الذي حققناه على مدار القرون الماضية، فإن خط دفاع أجسامنا ما يزال لغزًا حيًّا يبهر العلماء.

فكيف توصلنا إلى ما نعلمه عن جهاز المناعة؟ وما مكونات هذا الجيش القوي؟ وهل يمكن أن يتحول حليف الجسم الأول إلى عدو؟ وأخيرًا ما القصة خلف الاكتشافات المذهلة المتعلقة بعلم المناعة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير. 

شانثا بيريرا: طبيب ومحاضر في علم المناعة بكلية الطب في المملكة المتحدة، وقد درّس علم المناعة لطلاب البكالوريوس والدراسات العليا لأكثر من خمسة وعشرين عامًا، وله عدة مؤلفات، أهمها كتاب: Integrated Medical Sciences: The Essentials

ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.