الخلافة الأموية في الأندلس
الخلافة الأموية في الأندلس
الجدير بالذكر أنه بعد دخول طارق بن زياد وموسى بن نُصير ونجاحهما في فتح الأندلس والوصول حتى جنوب فرنسا، سيطر المسلمون على شبه الجزيرة الإيبيرية بالكامل عدا مناطق صغيرة في الشمال وبالتحديد الشمال الغربي، ولم يدر ببال المسلمين حينها أن هذه المناطق الجبلية الصغيرة ستكون بداية لجمع قوى الممالك الإسبانية والقضاء على الممالك الإسلامية شيئًا فشيئًا.
ظلت الأندلس بعد فتح طارق بن زياد تحت راية الخلافة الأموية حتى هزيمة آخر خليفة أموي مروان بن محمد أمام الجيوش العباسية في معركة الزاب 132هـ، وقضى العباسيون على كل من له صلة بالأمويين لكن نجا من هذه المذابح شاب اسمه عبد الرحمن استطاع الهرب إلى شمال أفريقيا ثم العبور إلى الأندلس، كما نجح بعد مبايعة أهلها له بأن يكون أميرًا على الأندلس سنة 138 هـ، وقد حاول الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور إخضاعه لكنه فشل وهُزمت جيوشه أمام عبد الرحمن.
وبعدما استقر الأمر، اتخذ عبد الرحمن “المُلقب بالداخل” من قرطبة عاصمة له لتصبح أكثر المدن ازدهارًا في أوروبا آنذاك، وبلغت الخلافة الأموية في الأندلس أوج حكمها في عهد عبد الرحمن الثالث حيث أصبحت اللغة العربية لغة العلم في أوروبا، وبعد وفاته تولى ابنه الحكم الثاني الذي عُرف بعدله وعلمه، ثم خلفه ولده الصغير هشام الثاني وكان وصيًّا عليه وزيره الحاجب المنصور الذي استحوذ على الحكم وعُرف بكفاءته العسكرية والسياسية بعد انتصاره على الإسبان، ولكن بعد موته دخلت الأندلس في مرحلة الضعف والتفكك مجددًا باندلاع فتنة البربر وتدمير مدينة الزهراء.
الفكرة من كتاب طارق بن زياد.. فاتح الأندلس
يعلمنا التاريخ أنك إذا فعلت شيئًا واحدًا عظيمًا فقد يذكرك التاريخ أبد الدهر أفضل ممن يفعلون مئات الأشياء، كذلك كان طارق بن زياد الذي كان مثالًا لقائدٍ مسلمٍ عظيم فتح بلاد الأندلس، ليكون هو مفتاح وبداية دولة ستكون منارة الحضارة والتقدم للعالم أجمع طيلة ثمانية قرون.
في هذا الكتاب يستعرض الكاتب تاريخ الأندلس وأحوالها ولا يصب التركيز على طارق بن زياد، يُرينا كيف كانت هذه المملكة كل شيء، ثم أصبحت لا شيء.
مؤلف كتاب طارق بن زياد.. فاتح الأندلس
حسين شعيب: كاتب متخصص في مجال التاريخ العربي والإسلامي.
وله عدة مؤلفات أهمها: “أبو عبيدة بن الجراح”، و”صلاح الدين الأيوبي”، و”العرب في العصر الجاهلي”.