الخطوبة وشباك الشيطان
الخطوبة وشباك الشيطان
الخطوبة في الإسلام من مقدِّمات الزواج، وللخاطب أن يكرِّر النظر إلى المخطوبة -إن احتاج إلى ذلك- فإذا أعجبته ووافقت عليه انتهت الخطبة عند هذا الحد، وليست الخطبة كما يفهم كثير من الناس من أنها فترة اختبار وتجربة بين الرجل والمرأة يجرِّب كلٌّ منهما الآخر، فالخطبة في الإسلام تنتهي بأن ينظر الرجل إلى المرأة ويوافق على الزواج منها ثم يتم عقد الزواج بعد ذلك، وقد اختلف الفقهاء في القدر الذي يباح للخاطب أن ينظر إليه من المرأة، فقال البعض: إنه الوجه والكفين، وهذا كافٍ لأن الخاطب يتعرَّف من الوجه والكفين على مدى مقدار جمال المرأة.
ومن مفاسد الخطبة العصرية ما يحدث في زمننا هذا، إذ تقام الأفراح ويختلط فيها الرجال بالنساء، ثم تستمر فترة الخطبة كما يحدث أعوامًا يجالس الخطيب خطيبته، ويخرجان معًا وتتم بينهما الخلوة، ثم يقع المحظور؛ والسبب في ذلك هو ابتعاد الناس عن الدين، ولأنهم يرون أن الخطبة فترة اختبار وتجربة كما يفعل الأجانب، ولا يعلمون أن الخطبة لا تحلِّل حرامًا، فالخاطب حين ينظر إلى المرأة بغرض الزواج، يباح له ذلك في بداية الأمر، ثم لا يحلُّ له النظر إليها حتى يعقد عليها العقد الشرعي لأنها بالنسبة له أجنبية، فعلى أولياء الأمور ألا يطيلوا فترة الخطوبة، وأن يعودوا بمفهوم الزواج إلى سابق عهده وإلى ما جاء في السنة النبوية، فقد زوَّج النبي (صلى الله عليه وسلم) الصحابة بما لديهم من آيات يحفظونها، أو بخاتم من حديد، وزوَّج ابنته فاطمة إلى علي وكان مهرها درعًا وجهازها خميلًا ووسادة حشوها قش، فلماذا نغالي بعد ذلك في المهر وفي تكاليف الزواج؟
الفكرة من كتاب دعوة للزواج
أول ما يواجهنا في العالم اليوم إباحية جنسية، وإيدز وهربس وسرطانات عجيبة، ثمرة منطقية لمخالفة الفطرة، ويبقى الزواج هو العلاقة الوحيدة الفطرية والشرعية بين الرجل والمرأة يباركه الله ويباركه الناس.
هذا الكتاب يؤكد أن طوق النجاة من الانحرافات الجسدية هو الزواج، فهيَّا نتعرَّف على الزواج الإسلامي كما حدَّده لنا الله (سبحانه وتعالى) وبيَّنه النبي (صلى الله عليه وسلم)، حتى لا تختلط الأمور وتضيع الأسرة المسلمة كما ضاعت الأسرة في المجتمع الغربي، إنها دعوة جادة للزواج، لكل مسلم ومسلمة يريدان أن يبنيا أسرة مسلمة سعيدة كما أراد الله سبحانه وتعالى.
مؤلف كتاب دعوة للزواج
منصور عبدالحكيم محمد عبدالجليل، كاتب ومحامٍ، من مواليد القاهرة، حاصل على ليسانس الحقوق عام 1978 جامعة عين شمس، له عدة كتب، مثل: “طارد الجن”، و”مواجهة الجن” و”موائد الشيطان”.