الخطوات الأولى لظهور الرأسمالية
الخطوات الأولى لظهور الرأسمالية
مرّ النظام التجاري بعديد من المراحل على مدار التاريخ ليصل إلى شكله الحالي، وشكلت مدينة بْروج | Bruges أولى بوادر هذا النظام التجاري الجديد المعروف بالرأسمالية في أواخر القرن الثاني عشر، وكان معظم سكان بْروج يعملون في الزراعة.
حينما بدأت الاختراعات والتقنيات المتقدمة في الظهور ازدادت معدلات الإنتاج، وتبعتها زيادة معدلات الاستهلاك نتيجة الرفاهية التي طرأت على المجتمع، لتزداد الفروق في مستوى المعيشة بين التجار والصناع، وتبدأ الحاجة إلى الاقتراض في الظهور.
كانت مدينة بْروج تمتلك ميناءً تجاريًّا وترسانة سفن، مكنت تجارتها البحرية من الازدهار لتصبح بْروج مؤهلة لتشكل أول مركز للنموذج التجاري الجديد.
أصاب مدن أوربا طاعون قضى على حياة عديد من سكان القارة، وضعف اقتصاد مدينة بْروج عقب حدوث هذا الطاعون لتصبح مدينة البندقية مركزًا للنظام التجاري محل مدينة بْروج.
كانت مدينة البندقية ميناءً يعمل أهله في الزراعة كما كانت الحال في بْروج، ورغم ضآلة حجم البندقية مقارنة بالإمبراطوريات المعاصرة لها، كان تجار البندقية هم المتحكمين في أسعار البضائع الرئيسة والأسواق المالية في أنحاء أوربا.
كان الفرد في مدينة البندقية يمتلك أعلى معدلات مستوى المعيشة في أنحاء القارة، بفارق كبيرة عن مثيله في أكثر الدول تحقيقًا للتنمية الاقتصادية، لذلك مثلت البندقية مصدرًا لجذب أصحاب المواهب والنخب من الخارج.
وفي عهد البندقية بدأت شركات مساهمة يمولها عدد كبير من صغار المدخرين في الظهور للمرة الأولى، وكان الهدف من إنشاء هذه الشركات هو إرسال بعثات للبحث عن مناجم الذهب والفضة حول العالم.
بعد مرور فترة من الزمن لم تعد تملك البندقية الثروات الكافية لحماية الطرق والتحكم في التجارة العالمية، وهو ما أدى إلى ضعف اقتصاد الدولة.
في الوقت الذي ضعفت فيه البندقية كان ملوك إسبانيا قد بدؤوا في إرسال عديد من الرحلات الاستكشافية حول العالم، ليكتشف كولومبوس قارة جديدة بالصدفة في أثناء بحثه عن مناجم الذهب.
الفكرة من كتاب قصة موجزة عن المستقبل
يتقرر اليوم ما سيكون عليه العالم خلال الأعوام القادمة، وبحسب النهج الذي سوف تنتهجه المجتمعات سيتحدد ما إذا كانت الأجيال القادمة ستعيش في عالمٍ قابل للحياة، أم في عالم قد تدمرت معالمه.
يعيش العالم اليوم تحت سطوة النظام التجاري الذي جعل من الأنا والذات الفردية قيمًا مطلقة، وجعل حياة الأفراد أكثر انعزالًا وفقرًا، وحياة المجتمعات أكثر قسوةً وفوضى.
ولن تظل حال هذا العالم على ما هي عليه لكثير من الوقت، إذ تحمل تنبؤات المستقبل عديدًا من الأمور غير السارة التي تفيد أن العالم سيداوم على التغيير نحو ما هو أعظم من ذلك.
ولا يمكن تجنب العالم لهذا المصير غير السار دون محاولة فهم الأسس التي حكمت التاريخ على مدار القرون السابقة، لمعرفة أبرز التوقعات التي تتعلق بموجات المستقبل.
يحتوي هذا الكتاب على سرد تاريخي قصير لبعض الأحداث البارزة في الماضي التي كان لها أثر في ما وصل إليه العالم بشكله الحاضر، وأبرز التوقعات حول الخمسين عامًا القادمة في المستقبل.
مؤلف كتاب قصة موجزة عن المستقبل
جاك آتالي: كاتب وباحث وروائي فرنسي، حصل على الدكتوراه في علم الاقتصاد، وعمل أستاذًا في إحدى الجامعات المرموقة، كما عمل مستشارًا لأحد رؤساء فرنسا لما يقرب من العشرين عامًا، وعمل رئيسًا لإحدى المؤسسات المالية الكبرى.
له عديد من المؤلفات في السياسة والاقتصاد والأدب والفن، ومنها:
كتاب كارل ماركس أو فكر العالم.
كتاب غدًا، من سيحكم العالم؟
رواية أخوية اليقظانين.
معلومات عن المترجم:
نجوى حسن: حصلت على ليسانس حقوق من جامعة القاهرة، ثم حصلت على دبلوم في العلوم السياسية من جامعة باريس الثانية، لها عديد من الترجمات عن اللغة الفرنسية، كما ترجمت عديدًا من الملفات السياسية حول موضوعات العولمة والمستقبل.