الخطة الهجومية
الخطة الهجومية
يشير الفريق الشاذلي إلى أن القوات الجوية كانت ضعيفة جدًّا لا تستطيع تغطية أي هجوم بري، وصواريخ الدفاع الجوي كانت دفاعية وليست هجومية، بالرغم من أن القوات البرية المصرية كانت متعادلة مع قوات العدو وبعض التفوق في المدفعية، ولكن لم تكن ذات فائدة بسبب خط بارليف وقناة السويس، ويوضح الفريق أن “قواتنا البحرية كانت أقوى من البحرية الإسرائيلية ولكن ضعف قواتنا الجوية قلب الموازين”.
ونتيجة لهذا فقد ظهر للشاذلي أنه ليس من الممكن القيام بهجوم واسع النطاق لتدمير العدو وإرغامه على الانسحاب من سيناء، ولكن إمكانيات القوات المصرية الفعلية قد تمكنها من عبور خط بارليف إذا أحسنوا استخدامها ومن ثم احتلال المضايق.
ويذكر الشاذلي أنه عندما عرض أفكاره الخاصة بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف على الفريق أول محمد صادق وزير الحربية- آنذاك- عارض الخطة، وقال إنها لا تحقق أي هدف سياسي أو عسكري، وكانت خطته هجومية تقوم فيها القوات المسلحة بتدمير قوات العدو في سيناء والتقدم السريع لتحريرها هي وقطاع غزة في عملية واحدة مستمرة، وعبر عدة جلسات تم التوصل لحل وسط وهو تجهيز خطتين؛ خطة للاستيلاء على المضايق وأخرى للاستيلاء على خط بارليف.
الخطة الأولى أُطلق عليها “العملية 41″، أما الخطة الثانية فكانت “المآذن العالية”.
وعندما تولى أحمد إسماعيل وزارة الحربية عرض عليه الشاذلي الخطتين، على الرغم من وجود خلافات قديمة بينهما؛ فإنه اقتنع بضرورة التركيز على خطة المآذن العالية وتحدد ربيع 1973 ميعادًا محتملًا للهجوم.
الفكرة من كتاب مذكرات حرب أكتوبر
يتحدث الفريق سعد الدين الشاذلي عن أحداث حرب أكتوبر المصرية في كتابه “مذكرات حرب أكتوبر”؛ الذي جاء في عدة فصول أرخ فيها الشاذلي شهادته الكاملة عن فترة الإعداد للحرب وصولًا إلى روايته لما دار من وقائع خلال سير العمليات الحربية، وما دار خلف الأبواب المغلقة في غرف العمليات، وكيف تم التخطيط والتنفيذ لحرب أكتوبر والأخطاء الجسيمة التي تلت النجاح الابتدائي الباهر، كما يكشف الصدام الواقع بين العسكريين والسياسيين.
مؤلف كتاب مذكرات حرب أكتوبر
الفريق سعد الدين الشاذلي (1 أبريل 1922- 10 فبراير 2011)، هو قائد عسكري مصري، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لمصر لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكري. ويعدُّ واحدًا من أهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة، ويوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر المجيدة، وهو واضع خطة العبور.
كتب العديد من الكتب عن الحروب والسياسة منها: “حرب أكتوبر، والخيار العسكري العربي، والحرب الصليبية الثامنة وأربع سنوات في السلك الدبلوماسي”.