الخطة الرئيسة
الخطة الرئيسة
قبل آذار/مارس 1948 كان بإمكاننا رؤية النشاطات التي قامت بها القيادة الصهيونية، على أنها ردَّات فعل تأديبية على أعمال عدائية فلسطينية أو عربية، لكن بعده لم يكن الأمر كذلك؛ إذ صرحت القيادة الصهيونية علنًا أنها ستسعى للاستيلاء على البلد وطرد الفلسطينيين بالقوة، وحدث ذلك من خلال خطة منهجية، تمثَّلت أولى خطواتها في الحصول على أكثر ما يمكن من الأرض، مع أقل ما يمكن من السكان الفلسطينيين، ولتنفيذ ذلك كانت الخطوة الثانية الدخول في مفاوضات مع ملك المملكة الأردنية، بجعل بعض الأراضي من الضفة الغربية تابعة للأردن لتصير أردنًا كبرى، لا إسرائيل كبرى فقط، أما الخطوة الثالثة وهي الأكثر حماسًا، كانت بناء قدرة عسكرية ملائمة، وعشية حرب 1948 كان لديها جيش جيد إلى حد ما، بحسب مذكرات بن غوريون ناقشت الهيئة الاستشارية للمرة الأولى الخطة دالت في شباط/فبراير 1948، واسمها الرسمي كان “خطة يهوشراع” وبعد أيام من طباعتها وُزِّعت على قادة ألوية الهاغاناه، والتي أصبح عددها حينها 12 لواءً، وكل قائمة تحتوي وصفًا دقيقًا للقرى الواقعة في مسرح عمليات القائد، ومصيرها من احتلال وتدمير وطرد.
الفكرة من كتاب التطهير العرقي في فلسطين
بعد الهولوكوست، بات من المستحيل إخفاء جرائم شنيعة ضد الإنسانية، والآن في عالمنا المعاصر، ومع تكاثر وسائل الإعلام الإلكترونية وانتشارها، لم يعد في الإمكان إنكار كوارث من صنع البشر، أو إخفاؤها عن أعين الرأي العام، ورغم هذا فإن جريمة التطهير العرقي في فلسطين جرى محوها كليًّا من ذاكرة العالم، وحدث مصيري كهذا، وهو الأكثر أهمية في تاريخ فلسطين الحديث، أُنكر بصورة منهجية منذ وقوعه، وإلى الآن لم يُعترف به كحقيقة تاريخية، أو حتى جريمة يجب مواجهتها سياسيًّا وأخلاقيًّا.
مؤلف كتاب التطهير العرقي في فلسطين
إيلان بابيه: أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية لنفس الجامعة، كما أنه مؤرخ إسرائيلي بارز، وناشط اشتراكي، وينتمي إلى تيار المؤرخين الجدد، من أشهر أعماله “10 خرافات عن إسرائيل”، و”خارج الإطار”، و”أرض واحدة وشعبان”، و”الشرق الأوسط الحديث”، وتم دعمه من قبل بعض المؤرخين، وتعرض من جهة أخرى للكثير من النقد الإسرائيلي، وقبل مغادرته إسرائيل عام 2008 تمَّت إدانته من قبل الكنيست، وتلقَّى تهديدات عدة بالقتل، وظهرت صورته في إحدى الصحف بأنه مستهدف.