الخطاب من المقدمة وحتى الخاتمة
الخطاب من المقدمة وحتى الخاتمة
منذ أيام أرسطو، والخطبة مُقسمَة إلي ثلاثة أقسام هي: المقدمة، والموضوع، والخاتمة. قدم لنا الكاتب كيفية التعامل مع كل قسم منها، وبين أهميته.
فأما عن المقدمة والخاتمة، فتظهر فيهما براعة الخطيب، كما يُقال عن الممثلين بالمسرح أنهم يعرفون من خلال دخولهم وخروجهم، وكذلك الأمر ينطبق على الخطباء، ويجب على الخطيب أن يخطط لهما بعناية.
وأما عن الموضوع فهو الوسيلة لتحقيق أغراض الخطاب سواء من إيصال فكرة ما، أو الحث على اتخاذ إجراء معين، أو الترفيه.
نبدأ بالمقدمة، في البداية يجب على الخطيب أن يراعي تغيرات العصر من السرعة الناتجة بسبب اختراعات المئة سنة الأخيرة وذلك ينعكس على مزاج المستمعين، مما يجعلهم يرغبون في مقدمة سريعة الانتهاء، وقصيرة مثل لوحة الإعلان، ويمكننا بدء المقدمة إما بإثارة فضول الجمهور منذ أول جملة، مثل أسلوب الصحفيين للاستحواذ على اهتمام القراء، وإما عن طريق البدء بقصة أو بضرب الأمثال، ويمكن أيضًا البدء بطرح سؤال، فتلك طريقة بسيطة لفتح أذهان الجمهور، وأخيرًا ربط الموضوع بمصالح المستمعين الحيوية.
ويجب علينا تجنب البدء بقصة مرحة، لأنها ربما تكون ثقيلة بالنسبة إلى الجمهور، وكذلك تجنب البدء بالاعتذار، مثل قول “أنا لست مهيأ للخطاب أو ليس لدي ما أقوله”، لأن ذلك يجعل الجمهور يشعر بنوع من الإهانة ويفقدهم الثقة بنا.
وأما الخاتمة، فهي أكثر النقاط استراتيجية في الخطاب، لأن كلماتها تبقى عالقة في أذهان المستمعين، وترن في آذانهم.
ويمكننا في الخاتمة استخدام طريقة تلخيص وتغطية الأفكار خلال الخطاب، أو أن نجعل الخاتمة مرحة، فكما قال جورج كوهان “اتركهم دائمًا يضحكون عندما تقول وداعًا”، أما الطريقة الأمثل والأكثر وقارًا هي أن يُختتم الخطاب بمقتطفات شعرية ملائمة له، وكذلك يجب علينا تجنب إنهاء الخطاب بقول إن “هذا كل ما أملك حول الموضوع” أو “أظن من الأفضل أن أتوقف”.
أما بالنسبة إلى الموضوع، ففي البداية من المهم أن يكون موضوعه واضحًا للخطيب، حتى يستطيع جعل أفكاره واضحة للجمهور. ويمكننا جعل موضوع الخطبة واضحًا بعدة طرق، منها: استخدام المقارنات بالأمثلة، مثلما كتب الشاعر أحمد شوقي قصائده مستعينًا بالحكايات الخرافية، إذ قال “إن الأمثال وحدها دون حكاية عبارة جافة، سرعان ما تنسى، كما أنها لا تثير الاهتمام، أما الحكاية فهي تثير اهتمام الطفل لمتابعة حوادثها حتى النهاية، ومن ثم يفهم العظة الأخلاقية التي هي هدف القصيدة ويقتنع بها”
وكذلك عدم استخدام التعبيرات التقنية الصعبة التي هي ضمن تخصصنا، ونرجع الأمر كما لو أننا نشرحه لطفل صغير.
الفكرة من كتاب الخطابة فن..كيف تكسب الثقة وتؤثر في الناس؟
رُبما تعرضت أو ستتعرض لموقف يحتم عليك أن تُلقي خطبة أمام عدد من الناس، أو أن ترغب في عرض أفكارك بوضوحٍ وسلاسة لمجموعة من أهلك أو أصدقائك أو زملائك بالعمل.
كيف ستتغلب على خوفك من مواجهتهم، وتتجنب موقفًا مثل نسيان مقولتك؟ وكيف ستجعل لعبارتك أبلغ الوقع وأشد التأثير فيهم؟
سيساعدك الكاتب على تخطي ذلك الأمر، بل ومن خلال هذا الكتاب سَيُقدِّم لك العديد من النصائح المدعومة بأمثلة عملية لتصبح خطيبًا ماهرًا.
مؤلف كتاب الخطابة فن..كيف تكسب الثقة وتؤثر في الناس؟
ديل كارنيجي: كاتب ومحاضر أمريكي، ومطوِّر الدروس المشهورة في تحسين الذات، ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية، ولد عام 1888م، وتوفي عام 1955، بعد أن أصيب بسرطان الدم من نوع لمفومة هودجكين.
له عدة مؤلفات من أشهرها:
فن التعامل مع الناس.
كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟
“دع القلق وابدأ الحياة”، الذي ترجم إلى لغات عدة وانتشر في العالم العربي والإسلامي.
معلومات عن المُترجم: حازم عوض