الخصوم وتحديات الحياة
الخصوم وتحديات الحياة
الحياة مليئة بالتحديات الكبيرة التي تستوجب مقدارًا من التحمُّل والمخاطرة، ومع الأسف يميل كثير من الناس للهروب منها حتى ولو على حساب تحقيق طموحاتهم، وهذا ليس بالأمر الصائب، لأنه كما قال الأديب توفيق الحكيم “لا شيء يجعلنا عظماء غير ألمٍ عظيم”، والهروب من التحديات ومجابهة الخصوم لن يوفران الراحة أو الهدوء المرجوين، لذلك نحن بحاجة إلى وجود منافسين أقوياء لشحذ الهمم، وإظهار عيوب أنفسنا لإصلاحها، وجعل التحديات أمرًا مُحفزًا لنا.
ومن الأخطاء الشائعة المنتشرة الاستخفاف، سواء بخصومنا أم بالأمور الصغيرة في حياتنا، فلا يجب التقليل من خصومنا حتى وإن بدوا أقل مهارةً منَّا أو ذكاءً أو بدوا بسطاء وضعفاء، لأن هذا يجعلنا أقل تركيزًا وأدنى حكمة، وربما بهذا تستفز خصمك فيريك ما لم تكن تظنه، وكذلك سوء تقديرك لخصمك قد يمنعك من تفوقك عليه، أما بالنسبة إلى الأمور الصغيرة فتتمثل في التجارب التي مررت بها، وكذلك خطواتك الأولى في أمر ما حتى وإن تعثرت بها لأنها تمنع سقوطك لاحقًا، فهي السبب في تكوين شخصيتك الحالية وتمهد الطريق للإنجازات الكبيرة، مثل دور عساكرك أو عساكر خصمك برقعة الشطرنج من تمهيد الطريق للقطع الأخرى أو تلقي الضربات بدلًا منهم.
وفي أثناء مواجهة الخصوم وتحديات الحياة سنجد أن جميع عادات النجاح والنصر مرتبطة ببعضها بعنصر التركيز، إذ أكد كثير من أصحاب التجارب الناجحة مثل ستيف جوبز مؤسس شركة آبل أنه من أهم المهارات، وقال الكاتب الأمريكي كانفيلد “إن النجاح والرقي ليس مسألة براعة وحنكة بمقدار ما هو مسألة تركيز”، لذلك علينا التركيز على أهدافنا ومهاراتنا ونقاط القوة، وأيضًا التركيز على الأولويات.
ولكن مع الأسف أصبح التركيزُ لمدة زمنية أمرًا صعبًا بل ويحتاج إلى مجهود كبير في زمن مليء بالمشتتات، لذا علينا توضيح أهدافنا وخططنا بجعلها تجيب عن سؤالين، أولهما “ماذا أريد؟” وثانيهما “كيف أحققه؟”.
الفكرة من كتاب الحياة رُقعة شطرنج
هل تُجيد لَعِبَ الشطرنج؟ لا عليك إن كانت إجابتك لا، فمن المهم أن نولي اهتمامنا تجاه لُعبة الحياة، التي تشبه لُعبة الشطرنج كثيرًا، وفي الوقت نفسه تختلف عنها اختلافًا خطيرًا، لأن الخسارة فيها لا يمكن تعويضها كما في لُعبة الشطرنج، وفي الحياة ليس بالضرورة أن يكون هناك عدو أو خصم؛ قد نتعارك مع ذواتنا، أحلامنا وأمانينا التي تلوح من بعيد .
ولذلك قدم لنا الكاتب ثماني عشرة استراتيجية مختلفة تتشابه كل منها مع إحدى قواعد لعبة الشطرنج، لكي نستطيع الربح في لعبة الحياة وفهم قوانينها وتحديد موقعنا على رقعتها، والتعامل معها باحترافية لا ارتجالية، بأسلوبه البسيط القريب من الشباب، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، وكثير من القصص.
مؤلف كتاب الحياة رُقعة شطرنج
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومُحاضر مصري في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية والإرشاد الأسري والمجتمعي، وُلد في نوفمبر 1978. استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا، وقد تُرجِمَت كتبه إلى العديد من اللغات،كما تتوافر كل أعماله بلغة برايل للمكفوفين. وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر، وحلَّ ضيفًا على كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية. ويقوم الآن على مشروعه الذي أسماه “رخصة قيادة الحياة الزوجية” وهي مجموعة من الدورات التي تهدف إلى تثقيف المقبلين على الزواج والمتزوجين.
له عدة مؤلفات من أشهرها:
امرأة من طراز خاص.
أفكار صغيرة لحياة كبيرة.
لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج.
ما لم يخبرني به أبي عن الحياة.