الخصوم الداخليون

يتصرَّف البعض على نحو فطري من أجل النجاة عند مواجهة الخطر المادي مباشرةً، فمثلًا عند الشعور بالخوف، يستجيب المرء لإحدى ثلاث غرائز: القتال والتجمُّد والهروب، وأي غريزة منها قد تصبح هي نفسها عدوًا داخليًّا قاسيًا، وتفسد على المرء الاستفادة من خصومه وموارده.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وتؤثر بنية المخ أيضًا في كيفية الإدراك للمواقف والاستجابة لها وتذكُّرها، حيث يتكون المخ من أربع مناطق رئيسة لكل منها تأثير في التصرفات، وتعتمد القدرة على الإدراك والتذكر على فهم أيٍّ من تلك المناطق ستتحكم في عمل المخ في تلك اللحظة. وتمثِّل المسارات العصبية الموجودة في الأجساد قيودًا أخرى على المخ، فعلى سبيل المثال: تعلَّمت البنت من صغرها أن الرجال طوال القامة لا يمكن الوثوق بهم، فينشئ المخ على الفور علاقة قوية بين الرجال طوال القامة والشعور بالخوف، وكلما تقدم العمر واستُخدمت هذه المسارات مرارًا بنجاح، تصبح طرق تصنيف متأصلة في النفس، وتجعل المسارات العصبية من تقبُّل المعلومات الجديدة أمرًا مثيرًا للتحدي.

وهناك أيضًا حدود لما يستطيع المرء إدراكه مع كثرة المعلومات المحاطة، بسبب طبيعة البشر وأدواتهم فغالبًا ما يغفلون صورًا وأصواتًا وروائح، ويلاحظون المعلومات التي تبدو منطقية فقط. ومن خلال الخوف من الفقدان يقوم المرء بتقييد نفسه، وفي الحقيقة أن أي صراع محسوم يتضمَّن أحد أشكال الموت، والإنسان بطبيعته يقاوم الموت بكل صوره سواء ماديًّا أم فكريًّا أم روحانيًّا، ولكن دون الموت فلن يكون هناك حياة ولا أي تقدير للوقت.

من العدو؟ العدو هو شخص يمارس أمورًا تجلب لنا المشكلات ويسعى إلى مقاصد ضد مصالحنا. ومن خلال هذا المفهوم الواسع نجد أن الكثيرين جدًّا أعداء لنا، الجار الذي يرفع صوت التلفاز، وأفراد العائلة الذين يطرحون علينا أسئلتهم المحرجة، وزملاء العمل الذين ينافسونا، وكذا الموت والمرض، كل هؤلاء أعداء يؤذوننا بأشكال مختلفة، ولا شك أن هذه الفكرة مخيفة ومرعبة، أن تشعر أنك محاط بالأعداء من كل جانب، لكن إذا تعاملت بذكاء وغيرت نظرتك إلى من حولك ستجد أنهم في ذات الوقت الذي يؤذونك فيه يمنحونك الفرصة ليتسع إدراكك وتتضح أولوياتك وتصبح أكثر سعادة.

يعيد الكتاب تعريف مصطلح العدو، ليتسع ويشمل الكثير من الأشخاص والأشياء، ولا يقتصر فقط على توضيح كيف نواجه هؤلاء الأعداء، بل يوضح أيضًا كيف نستفيد من وجودهم، وتحويل الصراع إلى فرصة والخصوم إلى معلمين، من أجل تحقيق السلام الداخلي.

ديدري كومبس Deidre Combs: كاتبة واستشارية ومتحدثة وممارسة للتأمل. عملت أستاذًا في جامعة كولومبيا وجامعة ولاية مونتانا لتدريس القيادة بين الثقافات وحل النزاعات والتفكير النقدي.
تدرب المجموعات والأفراد على كيفية إيجاد مرونة في الخلاف، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها:

The way of conflict

Thriving through tough times