الخشوع مفتاح الاستقامة
الخشوع مفتاح الاستقامة
كثير من المسلمين يصلون، ولكن أقل القليل من يقيم صلاته فيتم ركوعها وسجودها وخشوعها ويتنعم بها، فكم مرة هزمه الشيطان في معركة الصلاة؟! وقدر المرء في الإسلام على قدر حظه من الصلاة، وهذا ميزان يزن به المرء نفسه ليعرف حال قلبه ونفسه مع الله، والصلاة هي صلة العبد بربه وأول أسئلة الحساب يوم الجزاء، فإن أساء العبد فيها ما نفعه صالح عمله وإن كان كالجبال، وهي عماد الدين والعمود الفاصل بين الإسلام والكفر ومقدمة على ما سواها من العبادات، وليس المقصود بالصلاة تحريك اللسان والجسد دون مشاركة القلب، بل الأهم خشوع القلب والجوارح لكلام الله وذكره.
والخشوع مفتاح الاستقامة وبوابة الهداية، إذ يقول الإمام الجنيد: “القلب سلطان البدن فبخشوعه يخشع السمع والبصر وسائر الأعضاء”، والخشوع يقظة النفس الدائمة لخلجات القلب ولفتاته ويقظة من الهواجس والوساوس خشية أن تعتريه القساوة أو الموت، فقد كان النبي يستعيذ بالله من قلب لا يخشع، فالقلب الذي لا يخشع علمه لا ينفع ودعاؤه لا يُسمَع.
والواجب على العبد الإقبال على الله ظاهرًا وباطنًا حتى تتحقَّق عبوديته على الوجه الذي يرضاه الله، وتربية القلب على الخشوع والاستقامة، ولو انحرف الكون كله فيكون قلب المرء كالسراج يضيء ظلام نفسه ومن حوله، ودوام محاسبة النفس، فما موقف الصلاة في الدنيا إلا محاكاة لوقوف العبد أمام ربه يوم القيامة، فمن أحسن في الأولى يسَّر الله عليه الأخرى.
الفكرة من كتاب أول مرة أصلي
الصلاة ليست حركات وسكنات تستغرق بعضًا من الوقت وتنقضي، بل هي حركة تصحيحية يتربى فيها القلب على مراقبة الله وامتثال الوقوف بين يديه وترسيخ معنى المراقبة في النفس، خمس مرات في اليوم والليلة لتغيير مسار الحياة وتغيير الوجهة.
يؤصل هذا الكتاب للتأثير في النفوس وتوريث الخشوع ليكون القارئ ممن صدق فيهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “وجعلت قرة عيني في الصلاة”.
مؤلف كتاب أول مرة أصلي
خالد أبو شادي: دكتور صيدلي وداعية إسلامي، ولد عام 1973م بمحافظة الغربية بمصر.
له العديد من الكتب والمحاضرات في الوعظ والإرشاد الديني، من أشهر مؤلفاته:
جرعات الدواء.
صفقات رابحة.
سباق نحو الجنان.
رحلة البحث عن اليقين.