الخجل وضعف الثقة بالنفس
الخجل وضعف الثقة بالنفس
يميل الطفل الخجول إلى العزلة والانطواء وانخفاض الصوت، يتوارى عن الأنظار يربكه الحديث مع الغرباء، وتكون مهارات التواصل الاجتماعي لديه ضعيفة، ومن أسباب الخجل افتقاد الطفل الأمان الكافي للاتصال مع الآخرين، وأحيانًا تدفع حماية الأهل الزائدة لأبنائهم لهذا الخجل، أو تعرض الطفل للتوبيخ والنقد باستمرار.
لذا يجب الاعتدال في معاملة الطفل، فلا حماية زائدة ولا قسوة زائدة، ولا ينبغي ذمُّ الطفل لكونه خجوًلا كما لاينبغي مدح هذا الخجل وأنه من صور الأدب، ويجب تشجيع الطفل على طلب ما يريده بوضوح والتعبير عن نفسه، وإشراكه في الألعاب الجماعية والتدرب على المهارات التي تمكِّنه من الشعور بالتميز والإنجاز دون أن ندفعه إلى ما يفوق قدراته، ومن الجيد أن يربَّى الطفل على المخالطة وحضور مجالس الكبار وإبداء رأيه واحترامه منذ الصغر وكذا كان يفعل النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته.
أما ضعف الثقة بالنفس فمن مظاهره الخجل والتردُّد وعدم الاستقلالية وضعف الهمة والاستهتار والتهتهة، ومن أسباب ضعف الثقة أن يكون لدى الطفل إعاقة أو مشكلة تشعره بالنقص عن أقرانه، وأيضًا المقارنة المستمرة للطفل بغيره ممن يفوقونه، والتدخُّل المستمر في شؤونه.
ويجب أن تراعى الفروق الفردية بين الأطفال ولا يقارن الطفل بغيره بل بنفسه في مواقف مختلفة، أن يمنح الطفل فرصة للاختيار واتخاذ بعض القرارات بنفسه، والتركيز على الجوانب الإيجابية في الطفل والثناء عليه وتشجيعه، ومنحه الفرصة للمشاركة في الأنشطة التي تزوِّده بالخبرات البنَّاءة وترفع روحه المعنوية، وقد تخصِّص الأسرة يومًا من كل أسبوع لفرد واحد من أفرادها يسمونه يوم الشخص المهم فيكون هو محل الاهتمام، ويعملون في يوم الطفل على إسعاده فيقدم له طعامه المفضَّل ويقومون بالأنشطة التي يحب، ليشعر الطفل أنه مقدَّر.
الفكرة من كتاب طفلك ومشكلاته النفسية
إن مرحلة الطفولة هي أساس بناء تكوين الإنسان ونموِّه، وعند دراسة أي مشكلة لدى الطفل علينا النظر أولًا إلى الدوافع والمسبِّبات من ورائها، ومن ثم طرق العلاج لهذه الأسباب، وينبغي مراعاة اختلاف الأطفال بعضهم عن بعض، فلكلِّ طفل بيئة مختلفة وظروف مختلفة وشخصية مختلفة أيضًا، فالمشكلة نفسها التي تظهر لدى طفلين قد تختلف اختلافًا كليًّا في الدوافع التي أدَّت إليها، ومن ثم في طريقة العلاج، وعلينا ألا نخلط بين المشكلة النفسية والمرض النفسي، فالمشكلة عارضة وسرعان ما تزول إذا لم تهمل والتزم المربي بمبادئ العلاج التربوي والديني والاجتماعي والنفسي، أما المرض النفسي فهو حالة مزمنة تحتاج إلى متخصِّصي علاج نفسي.
في هذا الكتاب يعرض المؤلف عدة مشكلات نفسية للأطفال كالكذب والخجل والعدوان، وأسبابها وطرق الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب طفلك ومشكلاته النفسية
أحمد علي بديوي: كاتب وطبيب مصري، وأستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة حلوان.
من مؤلفاته: “الثواب والعقاب وأثره في تربية الأولاد”، والكتاب الذي بين أيدينا، والكتابان ضمن سلسلة سفير التربوية.