الخبرة تقتل الإبداع
الخبرة تقتل الإبداع
تعوُّد فعل شيء ما يقتل ملكة الإبداع والتطوير فيه، وتعوُّد فعله يحجِّم من افتقار الخبرة حياله لأن الخبرة التي تتحقَّق بالاعتياد ليست مجدية دائمًا كما يظن الكثيرون، فالافتقار إلى الخبرة أحيانًا هو المنبِّه الموقظ لحس الإبداع ومسألة التفريغ الذهني من رصيد المعرفة حيال شيء ما وملأها بتجارب جديدة تجاه نفس الشيء يوسِّع حدود الرؤية ويزيد من تفتُّح الأفكار؛ ولهذا ينصح في الشركات والمؤسسات على عدم الاعتماد في كل القطاعات على الكوادر ذات الخبرة العالية لأن هذا يقلل من توقعات الإبداع لديهم، وعلى العكس فإن الاعتماد على كوادر قليلة الخبرة أو مبتدئة يزيد من فرص ابتكارهم وتحفيزهم نحو العمل، ويسهم في خلق بيئة حماسية مبدعة، وهذا ما أكده “شيجو ماروياما” نائب رئيس مجلس إدارة شركة “سوني كمبيوتر إنترتينمنت” عندما صرَّح قائلًا: “لقد كان الحظ حليفنا لأننا كنا هواة فيما يتعلق بالألعاب، وشرعنا بلا أي دراية في شيء كنا نؤمن بأنه سينجح بالتأكيد، وحيث إننا لم ننشغل بأية أفكار مسبقة حول المزاولات الصناعية القائمة، فقد بدأنا من المربع رقم “1” وتركنا الأفكار تتدفَّق بحرية دون أي قيود”.
وهذا أهم ما تمنحه قلة الخبرة من تدفق الأفكار دون قيود لأن المعرفة المسبقة تفرض القيود على الحلول بحكم الحذر أو الخوف من المجازفة أو الطمأنينة لاستخدام الخيار المعروف والمدروس، على عكس ما يحدث في حالة عدم توافر الخبرات من توليد للأفكار والحلول التي لا تتقيَّد بقيد أو حد لهذا قيل دائمًا إن الحاجة أم الاختراع.
الفكرة من كتاب التيقُّظ
الذهاب إلى العمل وأداء الوظيفة لغرض الحصول على مقابل مادي أمر ضروري وفي غاية الأهمية، ولتحقيق تقدُّم ملحوظ في الجانب الوظيفي يعمل التيقُّظ الحقيقي على تحويل هذه الوظيفة من مجرد أداء واجب ينبغي الالتزام به إلى مضخَّة دافعية وتشبُّع، لينقلنا من مبدأ التشبُّث بموقع العمل الحالي إلى العمل على التطوير والترقي، ومن التعامل مع الوظيفة برتابة وجمود إلى العمل على الابتكار والتغيير، والانتقال من موقع المتلقي للأوامر والتوجيهات إلى موقع المبادر.
كل هذا وغيره يحاول هذا الكتاب عرضه والتركيز عليه، وذلك بالدعوة والتحريض على روح التيقظ والتحرر من قضبان الاعتياد إلى فيافي الأفكار الخلاقة واستثمار الموارد والقدرات بأقل ما يتاح من فرص وإمكانيات.
مؤلف كتاب التيقُّظ
سحر الهاشمي: مؤسسة جمهورية القهوة، وهي سيدة أعمال بريطانية من أصل إيراني، اشتغلت في المحاماة لفترة طويلة، وتم اختيارها ضمن أكثر 100 سيدة مؤثرة في المجتمع الإنجليزي، ونالت العديد من الألقاب، وفتحت لها أبواب الكثير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية، ومن مؤلفاتها: “الجميع قادرون” و”جمهورية القهوة”.