الخبرة الكيميائية الطبية والأدوات الكيميائية كمرحلة في تطور الكيمياء
الخبرة الكيميائية الطبية والأدوات الكيميائية كمرحلة في تطور الكيمياء
قام القدماء بعمليات تقطير منذ ما يزيد عن ٥٠٠٠ عام، وحتى عهد باراسيلسوس كانت تُستخرج الأدوية من الحيوانات والنباتات والمواد المقطَّرة منها، باستخدام أجهزة مثل إنبيق تقطير مزدوج، ورؤوس تقطير مبردة للهواء، وحظيت كتب التقطير خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر بشعبية كبيرة، مثل كتاب “جنة الفلاسفة” لفيليب أولستد، وكتاب “فن التقطير” لوالتر ريف، وأسفرت عمليات التقطير حينها عن بعض الوصفات كمرهم لتقوية الذكاء والذاكرة،ودواء مطهر ومسبب للتعرُّق.
أدَّت عمليات الاستخلاص والتقطير إلى ظهور الكيمياء العضوية والكيمياء الحيوية، وأسهم التعدين وتقنياته القديمة إضافةً إلى الجذور الروحانية وأجهزة التقطير في تطور الكيمياء وظهور كيمياء الفلزات والمعادن، وهو أول فرع يجمع بين التجريب والمعرفة الكيميائية، ومن الأعمال المؤلفة في هذا الصدد كتاب “محاورات حول التعدين” للطبيب جورجيوس أجريكولا، المنشور عام ١٥٣٠م، وهو أول كتاب يُنشر في أوروبا عن المعادن، وكذلك الكتاب الأشمل لكيمياء المعادن: “عن التقنية النارية” لفانوتشو بيرينجوتشو المنشور عام ١٥٤٠م، ومن الأعمال النادرة أيضًا كتاب “أطروحة في وصف أهم أنواع المعادن الخام والفلزات” المنشور عام ١٥٧٤م لمؤلفه لازاروس إركر.
نشر نيكولاس لوفيفر في القرن السابع عشر كتابًا نادرًا ومهمًّا، بعنوان “الدليل الشامل في الكيمياء”، وتناول فيه صناعة المعدات وتطبيق العمليات الكيميائية، ووضع صورًا لجهاز تقطير الكحول والزيوت الطيارة، وفرن التسامي الذي يكثِّف المواد من خلال التبريد الهوائي، وفرن الرياح المستخدم في صهر المعادن والفلزات ولديه قدرة عالية على تنقية المعادن، أما ماري موردراك فكانت أول امرأة تؤلف كتابًا عن الكيمياء بعنوان “الكيمياء سهلة وميسرة للنساء”، ونُشِر عام ١٦٥٦م، وأدَّى استخدام العالم باراسيلسوس الأدوية الاصطناعية المستخلصة من المعادن إلى ثورة في الطب في عصر النهضة، فاستخدم الكالومل كمطهر، وكانت تستخدم المطهرات والمقيئات لتطهير الجسم، ومن أشهرها طرطرات البوتاسيوم الأنتيمونية، وأدى الاستخدام الطبي للأنتيمون إلى كثير من الجدل في منتصف القرن السابع عشر لأنه شاع أن مركباته شديدة السمية، كما تحدثت بعض الكتب في تلك الفترة عن الذهب الصالح للشرب وعلاجه للحيوانات والنباتات والمعادن.
الفكرة من كتاب فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
يؤرخ الأستاذ آرثر جرينبرج الكيمياء من بدايتها عند الشعوب القديمة مرورًا بالحملات الصليبية وأخذها المعارف من المسلمين، وصولًا إلى القرن الواحد والعشرين، وينتهي برؤية مستقبلية لتطور تكنولوجيا النانو، ويتطرَّق خلال ذلك إلى أبرز العلماء وإنجازاتهم في الفترات الزمنية المختلفة، وبعض الأدوات والأجهزة المستخدمة قديمًا في العمليات الكيميائية، وبعضًا من أهم النظريات والاكتشافات في تاريخ الكيمياء.
مؤلف كتاب فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
آرثر جرينبرج: أستاذ الكيمياء بجامعة نيوهامبشير، سبق أن تولى منصب مدير برنامج الدراسات العليا في العلوم البيئية في جامعة روتجرز في الفترة ما بين (١٩٨٩ -١٩٩٤)، ثم أصبح رئيس قسم الكيمياء في جامعة نورث كارولينا في الفترة ما بين (١٩٩٤- ٢٠٠٠)، ثم أصبح عميد كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية بجامعة نيوهامبشير في الفترة ما بين (٢٠٠٠-٢٠٠٥)، وهو مؤسس مجلة الكيمياء الهيكلية، ويشارك في تحريرها، نشر ما يزيد عن ١٣٠ مقالًا علميًّا، وألف خمسة كتب وشارك في تأليف ١٨ كتابًا.
من أعماله: “From Alchemy to Chemistry in Picture and Story”.
معلومات عن المترجمتين:
سارة عادل: خريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، قامت بترجمة ومراجعة الكثير من الكتب في المجالات المختلفة، وكان من بينها كتب حقَّقت مبيعات مرتفعة، مثل كتاب: “التأمُّلات اليومية للناس الأكثر فعالية”، و”شوربة دجاج لحياة المراهقين”، والتي نُشرت من قبل مكتبة جرير، عملت في مؤسسة هنداوي مترجمًا أول ثم مراجع ترجمة.
من الأعمال التي ترجمتها: “العمل الجماعي من أجل الابتكار”.
زينب عاطف: خريجة جامعة عين شمس كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية، عملَت مترجمة في مؤسسة دار الفاروق للاستثمارات الثقافية، ثم عملت مترجمًا أول ثم مراجع ترجمة في مؤسسة هنداوي، وفي عام ٢٠١٨ نالت جائزة على ترجمتها لكتاب “ثنائيو اللغة: الحياة والحقيقة” للمؤلف فرانسوا جروجون، من المركز القومي للترجمة بالتعاون مع الهيئة العامة المصرية للكتاب كأفضل كتاب مترجم لعام ٢٠١٧.
من الأعمال التي ترجمتها: “فن الترويج الذاتي”، و”الحديقة السرية”.