الخالد مقدَّم على الفاني!
الخالد مقدَّم على الفاني!
كثيرًا ما يحدث تداخل بين قضيتي الدين والتقاليد، فنجد من القيم والتشريعات الإسلامية ما يمتزج بالعادات والتقاليد التي تتنامى في المجتمع على مرِّ التاريخ، وتكتسب شيئًا من القداسة وينمو في نفوس أصحابها قدر من التعصب تجاهها، فنجد البعض يدافع عن التقاليد بدلًا من الدفاع عن الدين، أو يحاربه ويحارب معه التقاليد والأعراف نتيجةً عدم القدرة على التمييز بينهما.
يتصف الدين بالخلود والثبات على مر العصور، ولا تتعارض تشريعاته مع العقل الصريح أو الفطرة السليمة أو القوانين الطبيعية بخلاف التقاليد الاجتماعية الموروثة المتغيرة، فهي نتاج للنظام المادي الاستهلاكي الحديث، وهو بالطبع متغير، ففي كل دورة وتطور لهذا النظام تبلى تلك التقاليد ويحل محلها تقاليد أخرى جديدة تساير متطلبات النظام الجديد.
يبقى الدور الأكبر على طبقة المثقفين الواعين القادرين على التمييز بين الدين والتقاليد الاجتماعية ليقوموا بعزل وفصل الإسلام عن الموروث والمعروف ليحفظوا على الشباب والأمة دينهم، فالمرأة اليوم محصورة بين الموروث الذي لا علاقة له بالدين وبين الحديث القائم على الجسد والمادة، والخلاص من ذلك يكون من خلال معرفه السير للأعلام والقدوات وتوظيفها واستخلاص العبر والدروس منها بما يساعدها على تكوين نموذج مبني على أسس إسلامية قوية.
أما إن لم يتصدَّ أحد لهذا الفصل وعجز عنه العلماء والمثقفون سيصبح من الطبيعي أن يهرب العاجزون عن إدراك طبيعة الفارق بين التشريعات والتقاليد إلى النزعات الغربية الداعية إلى الحريات المجمِّلة لها والطاعنة فيما سواها.
الفكرة من كتاب مسؤولية المرأة
إن الدين والثقافة والقدوات الإنسانية المشرِّفة من أقوى الأسلحة التي يمكن أن تتسلح بها الأمة الإسلامية بعامة وأجيال الشباب بخاصة تجاه الموجات الفكرية الاستعمارية.
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن الطريقة المثلى في التعامل مع التشريعات الإسلامية لصالح الشباب، وعن تأثير الأفكار الغربية الاستعمارية والاجتماعية الموروثة، ويتطرق إلى وضع المرأة فيها.
مؤلف كتاب مسؤولية المرأة
علي شريعتي Ali Shariati: كاتب ومفكر إيراني إسلامي، وُلد في 23 نوڤمبر عام 1933 بالقرب من مدينة سبزوار في خراسان، وتوفي في 18 يونيو عام 1977، تخرج في كلية الآداب ليُرشَّح لبعثة إلى فرنسا عام 1959 لدراسة علم الأديان وعلم الاجتماع ليحصل على شهادتي دكتوراه في تاريخ الإسلام وعلم الاجتماع.
ومن أهم مؤلفاته:
التشيُّع العلوي.
التشيُّع الصفوي.
مسؤولية المثقف.
العودة إلى الذات.
فاطمة هي فاطمة.