الحِكمةُ والطرقُ المُختصرةُ في الحياة
الحِكمةُ والطرقُ المُختصرةُ في الحياة
من الحكمةِ أن تَدْرُسَ خِياراتِكَ بذكاءٍ وحِنكة، وتطّلعَ على الأمرِ من جميع جوانبِه، فقد تخترعُ الحِيَلَ والحُلولَ، التي تجعلُ طريقَكَ مُختصرًا، وتُهَوِن علي نفسِكَ تَعبًا طويلًا.
ومن الحكمةِ أيضًا أن تصمُت، فالصمتُ قوةٌ والكلمةٌ التي تخرجُ من فَمِكَ لن تعود.
كلما كانت كلماتُكَ قليلةً ومُركزة، كلما أغلقتَ أبوابًا كثيرةً للتحليلِ والتفسير، ولكن انتبه! فهناك وقتٌ يَجبُ عليك فيه الكلامُ والفعل؛ كي تُظِهِرَ بِضَاعتَكَ النفيسة، في زمنٍ انتشرت فيه البِضَاعةُ الرديئة. نحن مطالبون بأن نُظهِرَ روعةَ ما نَملِكُ من مواهبَ وقُدرْات، ونُخرِجَهَا للناس.
تواضع، قد لا يكون من السهلِ علينا، أن نُخفيَ أو نَكبِتَ زَهْوَنَا بأنفسِنَا، بعد نجاحِنَا في أمرٍ ما، حاز على إعجاب الآخرين، ولكن تذكَرْ بأنّ كلَ شيءٍ سينتهي ويزول. فتَحْتَ التُراب، تساوت عظامُ الملوكِ والبُسطاءِ والعلماءِ والجاهلين. ما سيبقى منك هو الأثرُ الطيبُ وأخلاقُكَ الحَسَنَة.
كن مَرِنًا، فِمنْ أوجَهِ الحكمة، عدمُ التزمُّتِ وتبني الآراءِ بطريقةٍ عاطفية. لا تَسِرْ بمبدأ “من يوافقُني بالرأي حبيبي، ومن يخالفُني عدوي”. جاهِد نفسَكَ واستمع للرأي والرأي الآخر، حتى لا تَسجِن ذاتَكَ في جهةٍ واحدة، أو تحكمَ على الناسِ أحكامًا نِهائيةً، وتتبنى وجهاتِ نظرٍ جامدةٍ ثابتة.
نحن نَكْبُرُ ونُغيرُ وجهاتِ نظرنا، ومن لا يتصفُ بالمُرونة، هو في الحقيقةِ لا يملِكُ الحريةَ في آراءه، بل يُصبِحُ عبدًا لها.
الفكرة من كتاب ما لم يخبرني به أبي عن الحياة
يشرح لنا الشاذلي من خلال هذا الكتاب، كيف يمكننا أن نعيشَ حياةً غيرَ تقليدية، وكيف يمكن أن يتقبلَ الإنسانُ ذاتَهُ، كما هي، وينطلقَ ليواجِهَ الحياةَ بكافةِ مَواقِفِها وتحدياتِهَا، مُحققًا مَا يَصبو إليه.
مؤلف كتاب ما لم يخبرني به أبي عن الحياة
كريم الشاذلي كاتب ومحاضر متخصص في التنمية البشرية وفنون تربية الأبناء، وإعلامي بمجال التطوير الذاتي، ومؤسس ومدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع.