الحياة من وجهة نظر الزوجة
الحياة من وجهة نظر الزوجة
تتعدَّد المعاني والمشاعر في حياة الزوجة، فتبدأ بزوجها الذي تراه الأمان والاتزان للبيت، وهو من يمنح الأسرة كيانها، خصوصًا المرأة التي تتربَّى في بيتها على احترام الأب وعلو مكانته، فتطبِّق هذا مع زوجها دون الشعور بأن خدمته أو مساعدته قد تقلِّل من شأنها في شيء.
ثم ننتقل إلى معنى البيت حيث تشعر أنها ملكة فيه، فهي تقوم بكل أعمال المنزل من أصغرها إلى أكبرها كلها بكل حب رغم تعبها الشديد، كما أنها تشعر أنها المسؤولة الأولى والأخيرة عن هذا البيت، وهذا يشعرها بالفخر ولا تستمع للنسويات المتطرِّفات اللاتي يقلِّلن من قيمة ما تفعله، فالبيت بالنسبة لها ليس مجرد أثاث وحجرات، بل هو أمان نفسي وسكن يحمي الأسرة الصغيرة.
أما معنى الأنوثة الحقيقي فهو إدراك المرأة لدورها، وأنها لم تخلق لتعاند الرجل أو لتأخذ دوره، وأنها تمتلك الثقة الكبيرة بنفسها، وأن الرجل الذي يقلِّل من دور الأنثى أو معنى الأنوثة هو في الأصل لا يفهم معنى الرجولة ولا يتحَّلى بها، كما أن الأنثى الحقيقية أيضًا هي التي تدرك قيمة الرجل وتعرف أن الحياة لا تصلح دونه، وتعلم أن كل الأفكار التي تنادي باستقلال المرأة والعيش وحدها أو حتى العيش مع رجال دون زواج هي أفكار سامة خاطئة وإنما تنم عن فهم خاطئ للأنوثة، ودور الأنثى يظهر في اهتمامها ببيتها ثم الغيرة على زوجها والشعور به، ثم يأتي الدور التربوي الكبير نحو أولادها فتزداد عاطفتها وتنتقل إلى مرحلة جديدة في الزواج، وهي مشاعر الأمومة التي تعمِّق العلاقة بينها وبين زوجها وتشعرها أن هناك رابطة جديدة تكوَّنت بينهما، وهي رابطة الدم فتشعر أن أسرتها كلها فيها نسيج واحد.
لكن هل تظل الحياة وردية بمعانٍ جميلة؟ يأتي على المرأة حينٌ من الدهر تظنُّ أن الدنيا كلها تضيق بها، تكثر المسؤوليات ويكبر الأولاد ويصعب توجيههم وتبدأ تخوفات المستقبل وتشعر أحيانًا برغبة في الابتعاد والتخلي عن مسؤوليتها كلها، لكن بمجرد أول خطوة لها خارج المنزل تشعر وكأن الحياة ستفقد معناها دونهم! إنها عاطفة الأم التي فطرها الله عليها.
الفكرة من كتاب متاعب الزواج
جميعنا نبحث عن السعادة في حياتنا، ونظن أننا بالزواج الناجح قد نصل إليها، ولكن مفهوم السعادة صعب المنال لكثرة متطلَّباته، فقد نشعر بالإحباط فقط لأننا توقَّعنا صورة خيالية عن الزواج المليء بالضحك والمفاجآت والتصورات الحالمة، ثم يصدمنا الواقع بمشكلات وخلافات لا طاقة لنا بها، وفي الحقيقة أننا لو تهيَّأنا له بما يحتاج حقًّا لا بما نتخيَّل لأصبح زواجًا ناجحًا، وعليه فإن هذا الكتاب يوجه رسالة إلى الزوجة ليناقشها في معنى دورها وأهميتها كزوجة وأم وحبيبة لزوجها، وعن الصعوبات التي تواجهها، وأشياء أخرى.
مؤلف كتاب متاعب الزواج
عادل صادق: طبيب نفسي ومؤلف، حصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن، وعمل في مجال التدريس والأبحاث العلمية، ورئاسة قسم الأمراض العصبية والنفسية وتنظيم امتحانات الزمالة العربية للطب النفسي.
له خمسة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “كيف تصبح عظيمًا؟”، و”أسرار في حياتك”، و”في بيتنا مريض نفسي”، و”الألم النفسي والعضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”الزوج أول من يشكو”.