الحياة ليست مثالية
الحياة ليست مثالية
الحياة ليست مثالية، هذه حقيقة يجب أن نخبر أنفسنا بها كل صباح ومع كل هزيمة، لكنها ليست مظلمة أيضًا، فهي في اتزان فيها الأبيض والأسود، والجميل والقبيح، وكل شيء ونقيضه، لذا فإن كنت غارقًا في مثالية الحياة فستجد الشقاء يملأ حياتك، عليك أن تتقبل أن هناك أيامًا مظلمة وأيامًا أخرى في غاية الهدوء والروعة، والظلم أيضًا لا يدوم، وكذلك العدل.. الحياة في الوسط، لكن هذا لا يجعلك تخضع للظلم وتقول إن الحياة ليست مثالية، بل توقف عن كليهما المثالية والبؤس، واسعَ في الحياة الدنيا، احزن وافرح وانجح وافشل، واعلم أن اليوم ربما يكون جيدًا لكن الغد لن يكون، تقبل أن دوام الحال من المُحال وهذا سيجعلك أكثر شفقةً على غيرك ونفسك.
وحين يأتي الغد، وتتذكر أيام الحزن والفقد والفشل، ستكون في مكان آخر ومع أناس آخرين، وربما تتذكر هذه اللحظات وأنت تبتسم أو تفتقد أحدهم، أو حتى تفتقد نفسك القديمة، لكن من المؤكد أنك ستعلم حينها أن الأيام في كثير من الأوقات تمحو السابق، وتبقى ذكرى طريفة تضحك عليها، وربما تكون ندبة تُحفزك لتكون شخص أفضل وأكثر نجاحًا.
كما أن الحياة أيضًا ليست حالة طوارئ طوال الوقت، فلا تأخذ كل صغيرة وكبيرة معها بجدية مبالغ فيها، أي لا تعمل لساعات طويلة دون أن تعرف حتى ما يحبه أطفالك من طعام أو ألعاب، ولا تجعلها تمنعك من الذهاب في نزهة خفيفة في نهاية الأسبوع مع عائلتك، ولا تجعلها تُغرقك في العمل المتواصل كي تصل إلى الأعلى بنجاح مبهر أو تحصل على ترقية عُليا، الحياة ليست عملًا متواصلًا طوال الوقت، تخفف قليلًا، ساعة لعملك وساعة للمرح والراحة، تعامل مع الحياة بوتيرتها الطبيعية، وتقبل أنه لا يجب أن تسير أيامك تبعًا لخطتك، وتقبل أنه ليس عليك الحصول على الأفضل والأكثر من كل شيء، صدقني أنت لديك ما يكفي من نِعم.
الفكرة من كتاب لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر
الحياة مليئة بالكثير والكثير كي نعيشه، ونجربه، ونتمتع به، وأيضًا نغضب ونحزن لأجله، لذا اختر ما يستحق ذلك منك، وتعامل مع الأمور بحجمها لا تُضَخِّم صغيرًا ولا تَستصغِر كبيرًا، وكما يُقال إذا وُجب عليكَ القتال فاختر ما يستحق أن تُقاتل لأجله، فلا تستنفد طاقتك في كل معركة، وكلما نظرت إلى مرآة الحياة حاول أن تكون أنت لا أن تكون نسخة مكررة، ولا بأس ببعض الخيال لكن لا تحول حياتك من واقع إلى حلم يقظة تستمتع به فقط في خيالك غير مُحقق أي إنجاز.
ولا تنس أن السعادة لا تدوم للأبد، ولا الحزن أيضًا، حارب كل شعور سلبي يقعدك عن العمل، واستمر لأن دوام الحال من المحال، لذا تعالَ معنا اليوم في رحلة مع كتابنا كي تتعرف الكثير من صغائر الأمور التي نخوضها يوميًّا في حياتنا كي تتجنبها، ولا تستهلك نفسك لأجلها، ولكي تسعد بالقليل حتى يصبح كثيرًا.
مؤلف كتاب لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر
ريتشارد كارلسون: متحدث تحفيزي وعالم نفس وكاتب أمريكي، ولد في بيدمونت في الولايات المتحدة، وله مؤلفات عديدة أخرى منها: Don’t Worry, Make Money،
You Can Feel Good Again: Common-Sense Therapy for Releasing Depression and Changing Your Life.