الحياة في ظل المنزل الذكي
الحياة في ظل المنزل الذكي
شهد العالم ثورة درامية في أوائل القرن العشرين تمثَّلت في إدخال الكهرباء إلى المنازل، وخلال الربع الأخير أطلَّت علينا التطورات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات كواقع معاصر والتي كانت بمثابة إرهاصات الولادة للثورة التكنولوجية الحديثة، إلا أنه مع بدايات القرن الحادي والعشرين غزت تلك الثورة الرقمية كل مجالات الحياة، ونتيجة لذلك أصبحت تطبيقاتها الحديثة آخذة في الانتشار، ومن ضمن تلك التطبيقات المنزل الذكي الذي يُطلق على المنازل حين تتم إدارة الأجهزة والأنظمة المنزلية مثل الإضاءة والتدفئة وغيرها عن طريق التكنولوجيا الرقمية واستخدام الأجهزة المتصلة بالشبكة لتوفير المراقبة والتحكم عن بُعد.
ومع انتشار تقنيات الروبوت الآلي وإنترنت الأشياء وتطعيم الآلات بالذكاء الاصطناعي، ربما يتمكَّن الجيل الحالي مستقبلًا من التحدث مع الأجهزة المنزلية، وسيكون هذا الوضع مألوفًا أكثر لأطفالنا حتى تصير الحكايات الخاصة بالأدوات التقليدية –ما قبل اختراع الأدوات الذكية– غريبة للأجيال القادمة، كما نستغرب نحن الآن تلك القصص التي تُحكى عن العصر الحجري! ففي المنزل الذكي سيكون هناك الروبوت الطباخ، وستتمكن الأجهزة من تمييز أصواتنا، كما ستُعدِّل الحجرة درجة حرارتها تلقائيًّا، وسيتم التحكم في غلق الأبواب والنوافذ من الخارج عبر تطبيقات الموبايل، وربما تخاطبك الثلاجة أو ترسل إليك رسالة تنبيه تخبرك أن الحليب قد نفد!
ترتبط كل تلك الخصائص وأكثر بمدى التطور التكنولوجي في السنوات القليلة القادمة، ومدى توافر البنية التحتية اللازمة للتكنولوجيا المستقبلية، لا سيما تلك الخاصة بتكنولوجيا الجيل الخامس من الاتصالات والتي ستمثِّل نقلة نوعية في الحياة البشرية للأبد، وبفعل ابتكارات الشركات الكبرى اليوم وانتشارها تنتقل الآن الأفكار المتعلقة بالمنتجات المنزلية الذكية من منطقة الغموض إلى دائرة الوضوح والتآلف، هذا يعني أن هذه الوسائل يمكنها نقل المعايشة المنزلية من أنماطها التقليدية الكلاسيكية إلى الأنماط الرقمية والتفاعليَّة، ويشعر البعض بالقلق إزاء أمن بيانات المنزل الذكي الخاصة بهم، فباستطاعة المتسلِّلين والشركات المصنعة، انتهاك خصوصية البيانات الشخصية بالإضافة إلى التحكم في الأجهزة المنزلية الذكية الخاصة بالمستخدمين وترك المنازل دون أي حماية.
الفكرة من كتاب ثورة الإنفوميديا: الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟
يشهد التاريخ بأن البشرية مرَّت بعدة ثورات متعاقبة كان آخرها ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، والتي أحدثت القطيعة مع كل ما هو قديم، وأصبح من الواضح جدًّا أننا لا يمكننا تحمُّل تكاليف تفويت الاستفادة من الفرص التي خلقتها تلك الثورة الرقمية، ومن هنا كان هذا الكتاب بمثابة ببليوغرافيا للمستقبل وتحوُّلاته المرتقبة ودليل لاقتحام آفاقٍ جديدة.
مؤلف كتاب ثورة الإنفوميديا: الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟
فرانك كيلش (Frank Kelsch): هو خبير ومبرمج نظم ورجل استراتيجيات معلوماتية، قدم إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1995 مع والديه عندما كان صبيًّا، ويعدُّ الآن من خبراء صناعة الحوسبة والاتصالات، كما قام ببناء وتنظيم أكبر شبكة حاسب في أمريكا الشمالية، واستعانت به كبريات المؤسسات كمستشار وخبير استراتيجيات وتنظيم، وهو محاضر ومتحدِّث دائم في المؤتمرات والمنتديات العامة بصفة منتظمة حول مستقبليات صناعة الحوسبة، من مؤلفاته “ثورة الإنفوميديا الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟”.