الحياة في العصر الطباشيري
الحياة في العصر الطباشيري
تغير شكل الحياة على الأرض بعد ملايين السنين منذ بدأت القارة “بانجيا” في الانقسام لتتحول إلى القارات التي نعرفها اليوم وإن كانت لم تصل إلى شكلها النهائي بعد، نتيجة للانفصال تشكلت بيئات جديدة؛ كل منها له نظامه البيئي وطبيعته الخاصة، فبينما كان T-Rex يعتلي الهرم الغذائي في أمريكا الشمالية وآسيا، كانت أفراد فصيلة “كركرودنتوصوراس” تزدهر في إفريقيا وأمريكا الجنوبية بسبب غياب المنافسة، بعدما انتهى وجودها في الشمال. على الناحية الأخرى في جزر أوروبا المتفرقة عاشت مجموعة أخرى من “التيرانوصورس” الصغيرة الحجم مقارنة بأفراد عائلتها مثل T-Rex، يعرف العلماء هذه الظاهرة بتأثير الجزيرة، فلم تجد هذه الديناصورات فرصة للنمو بسبب فقر الموارد المتاحة، وكذلك لم تظهر الحاجة إلى النمو بسبب استقرار البيئة الغذائية وانعدام التهديد.
وتوجد بعض حفريات الديناصورات المحفوظة بحالة جيدة تحتوي على بعض الأدلة التي تشير إلى نمو الريش على أجسادها، ومع أن أغلب الديناصورات لم تستطع الطيران بسبب أوزانها بالطبع، فقد نجح البعض الصغير الحجم (عندما سمحت أجنحته على حمله) في التحليق بصورة تدريجية، كما يفترض الكاتب أن وجود الريش في الكائن الحي قد يؤدي عدة وظائف منها التدفئة أو الاستعراض (كأجنحة الطاووس) أو الطيران، ولكنه لا يرى أن الطيران هو الهدف الأساسي، معللًا أن الطيور التي لا تمارس هذا النشاط في الوقت الحالي لم تفقد أجنحتها، بل أعادت توظيفها. وتختلف النظريات المثارة حول هذا الأمر، ولكن المؤكد أن الديناصورات الطائرة حصلت على ميزة بيولوجية هائلة دونًا عن أقرانها، وربما كانت هي السبب لنجاتها عندما حدثت الكارثة.
الفكرة من كتاب صعود وسقوط الديناصورات: تاريخ جديد لغطاء العالم المفقود
يعتقد العلماء أن فصيلة الديناصورات نجحت في البقاء على سطح الأرض لمدة تقدر بنحو 150 مليون عام، هذه المدة تنطوي على بعض الحقبات الجيولوجية التي شهدها كوكب الأرض، والتي ساهمت في تشكيل الطبيعة الجغرافية والمناخية حتى وصلت إلى صورتها الحالية بمرور الوقت. لم تسكن الديناصورات في عالم يشبه عالمنا على الإطلاق، بل تنوعت صورة الحياة ووسائل التأقلم بين أنواع الفصيلة الواحدة، على اختلافها فقد اجتازت اختبارات البقاء وترأست مراكز القوة معلنة قيام إمبراطورية واسعة الهيمنة انتهت بصورة درامية مفاجئة. هذه ليست قصة كائنات فشلت في التعايش مع الكوارث الطبيعية مما أدي إلى انقراضها كما يوضح الكاتب، وإنما دراسة لنوع مميز من الحفريات التي تروي لنا كيف عاشت الديناصورات وما الذي حدث خلال هذه الفترة من التاريخ.
مؤلف كتاب صعود وسقوط الديناصورات: تاريخ جديد لغطاء العالم المفقود
ستيفن بروست: عالم حفريات أمريكي، متخصص في دراسة الجوانب التشريحية ونظريات التطور المتعلقة بالديناصورات. حاصل على بكالوريوس من جامعة شيكاغو ودكتوراه من جامعة كولومبيا، وله عدة أوراق بحثية، من مؤلفاته في المجال:
Dinosaurs(2008)
Dinosaur Paleobiology(2012)
ملحوظة: الكتاب غير مترجم للغة العربية.