الحياة بلا سمع ولا بصر
الحياة بلا سمع ولا بصر
بسبب فقدانها السمع والبصر وعدم قدرتها على التواصل بأي صورة كانت كثيرًا ما تصاب بنوبات غضب متكررة، بسببها تخرب ما حولها وتدمِّر الدمى وتمزِّق الملابس، ومع ذلك لم تتمكن والدتها من السيطرة على نوبات الغضب وتصرفاتها الشاذة التي كانت تتزايد كلما ازدادت رغبتها في التعبير عن نفسها، فتصاب بهذه النوبات كل يوم وأحيانًا مرات في اليوم، وظلت تزداد كلما كبرت، حتى ذلك اليوم الذي وظَّفت لها أسرتها معلمة تعاونها على الحياة.
وتصف هيلين هذه الفترة من حياتها بمرحلة التحرر من عالم السكون والخلاص من السجن الرهيب، فعندما بلغت سن السادسة تقدم والدها بطلب إلى مدرسة بركنز للمكفوفين من أجل العثور على معلمة تستطيع تعليم فتاة عمياء وصماء، وبالفعل تم العثور عليها لتتولى مهمة تعليم هيلين في منزلها، وتصف هيلين هذا اليوم بأهم يوم في حياتها، حيث وصلت المعلمة “آن سوليڤان” التي لم تكن سوى شابة فقيرة نصف عمياء، أخذت على عاتقها أن تقود هيلين في رحلة الخروج من الظلام، وأن تعاونها على الحياة بصورة طبيعية، كانت قد تعلَّمت من قبل في نفس المدرسة التي تقدمت إليها هيلين أبجدية الأيدي وقراءة النصوص المكتوبة بطريقة برايل، ولكن لم تكن وظيفتها سهلة، إذ كان عليها قبل أن تبدأ عملية التعليم، أن تهذِّب سلوك هيلين وتحكم السيطرة على نوبات الغضب، وبالفعل نجحت في ذلك بالحب والرفق واللين لتبدأ خطوتها الثانية في مهمة تعليمها.
الفكرة من كتاب قصة حياتي العجيبة
“قصة حياتي العجيبة” اسم على مسمى، تتناول سيرة حياة واحدة من أبرز الشخصيات والرموز الإنسانية في القرن التاسع عشر، لُقِّبَت بالمعجزة الإنسانية نظرًا إلى الظروف التي تغلَّبت عليها.. سيرة قلَّ أن نجد لها نظيرًا في زمنها أو زمننا، شخصية سيظل التاريخ يذكرها باعتبارها أول أديبة كفيفة حصلت على الليسانس، وأول شخص أصم وأبكم يتلقَّى تعليمًا كاملًا حتى المرحلة الجامعية.
كيف لفتاة حُرِمَت من نعمة السمع والبصر أن تصبح محط أنظار العالم، وتتابع الصحف العالمية والعربية أخبار تعليمها بشغف؟ هذا ما تحكيه هيلين في قصتها العجيبة التي ألهمت الكثيرين، وما زالت.
مؤلف كتاب قصة حياتي العجيبة
هيلين كيلر (١٨٨٠- ١٩٦٨) أديبة وكاتبة ومحاضرة أمريكية، وناشطة اجتماعية بارزة من المدافعين عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مُنِحَت وسام الحرية الرئاسي، قال عنها مارك توين: “إن أعظم شخصيتين في القرن التاسع عشر هما نابليون بونابرت وهيلين كيلر”، لها أكثر من ثمانية عشر كتابًا، تُرجِمت مؤلفاتها إلى عدة لغات، ومن أشهر مؤلفاتها:
“The world l live in”
“My Religion”
“The open door”
” Light in my darkness”
معلومات عن المترجم:
محمد وهدان غريب: قاص ومترجم مصري حاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية، ومن ترجماته: “موجز تاريخ العلم والحضارة في الصين”، و”صور أفريقية”.