الحياة النفسية
الحياة النفسية
الأخذ في الحسبان الحالة النفسية للمريض ودوافعه ومعتقداته ووعيه وقدراته المعرفية وتطبيق ذلك مع مبادئ التعلم الاستجابي والإجرائي يجعل تغيير السلوك أكثر فاعلية، وتُستخدم نظريات التعلم الاجتماعي كإحدى استراتيجيات العلاج؛ فتبنِّي سلوك جديد عن طريق التقليد يكون سهلًا إذا وجدنا أنه لم يحدث للشخص المقَلد شيء سيئ، ومن ثمَّ يسهل تكرار السلوك، فالتصوُّرات الشخصية هي ما يُشكِّل الأفكار الداخلية للمرء.
وهذه الفكرة العامة هي المقاربة المعرفية، أي إن انفعالاتنا وسلوكياتنا مرتبطة على نحو كبير بالكيفية التي نفسِّر بها العالم المحيط بنا والأحداث التي نمر بها وليس طبيعة الحدث الذي نمر به، وهذه التأويلات غير إرادية ولا واعية بصورة جزئية، والهدف من المقاربات المعرفية هو مساعدة الشخص على إدراك التأويلات المعرفية المسبِّبة للانفعالات والسلوكيات المختلة الخاطئة، ومؤسِّس العلاج العقلاني الانفعالي هو ألبرت إليس عام 1955م، والهدف منه هو تحديد المعتقدات اللاعقلانية وتعرف المريض عليها وتغييرها باختبار واقعيتها وعقلانيتها في مواجهة الواقع.
وفي السبعينيات اندمجت المقاربة المعرفية والسلوكية لإنشاء العلاجات المعرفية السلوكية بهدف مساعدة المريض على تجاوز اضطراباته من خلال استعمال تقنيات كثيرة ومتنوِّعة متمثِّلة في المقابلة وجهًا لوجه، وتكمن المهمة الأساسية للمعالج في الإصغاء، ونلاحظ أن العلاجات المعرفية السلوكية هي مقاربات تفاعلية في الأصل، لأن العناصر المكونة لها وهي الأفكار والسلوكيات والانفعالات تتفاعل فيما بينها تفاعلًا متبادلًا في مواجهة المثيرات الخارجية.
الفكرة من كتاب مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية
أثبتت العلاجات السلوكية المعرفة على نحو متدرِّج مكانتها كأحد التيارات الأساسية في العلاج النفسي التي تم تطبيقها وتطويرها في البلدان الأنجلو- سكسونية إلى أن أصبحت العلامة الأساسية في العلاج النفسي، ثم بعد ذلك انتقلت إلى أوروبا ثم إلى العالم بأسره، ومنذ عشر سنوات تسارعت الوتيرة وأخذت العلاجات السلوكية المعرفية تحتلُّ مكانة أكثر أهمية تدريجيًّا في ميدان العلاج النفسي، وكذلك مصالح الطب العقلي.
وفي هذا الكتاب يستعرض المؤلف مفهوم العلاج السلوكي المعرفي، وتاريخ نشأته والتقنيات المستخدمة فيه والعلاقة بين التعلُّم والسلوك والصحة النفسية والعوامل المؤثرة فيها، وما مفهوم العلاج الفعَّال وأوجه الاختلاف بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاجات الأخرى وخطط واستراتيجيات العلاج، ويعدُّ هذا الكتاب إجاباتٍ لكثير من التساؤلات للمهتمِّين بتطوُّرات العلاجات النفسية وميدانها الرحب.
مؤلف كتاب مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية
سيريل بوفيه: كاتب وعالم نفس واجتماع، مهتم بالصحة النفسية والتربوية.
له العديد من الكتب في مجال علم النفس السلوكي منها الكتاب الذي بين أيدينا “مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية”.