الحياة الحديثة تجربة إعلامية
الحياة الحديثة تجربة إعلامية
لماذا تستحق وسائل الإعلام أن نوليها اهتمامًا بالغًا؟ في الواقع تعدَّى دور وسائل الإعلام المختلفة المطبوعة والمسموعة والمرئية والتفاعلية الرقمية منها الاكتفاء بمجرد نقل المعلومات والأخبار للفرد إلى التأثير الكبير في عاداته وتفكيره وتكوين وتشكيل وعيه والطريقة التي ينظر ويفهم بها الواقع، وتطوَّرت كفاءتها في القدرة على تغطية أحداث إعلامية متعدِّدة، وازدادت سرعة نقلها للمعلومات.
للفهم الكامل لطبيعة وسائل الإعلام لا نستطيع أن نفصلها عن البيئة الإعلامية، وهي مزيج بين تكنولوجيا الاتصالات المستخدمة في الوسائل، كالتلفاز والهاتف والإنترنت وغيرها، مع الهيكل أو السياق الاجتماعي والسياسي وممارسات الحياة اليومية للفرد لأن العلاقة بين الوسيلة والسياق ديناميكية، بتغير أحدهما يتأثر الآخر، وتمثل القيم التي تسيطر على السياق الاجتماعي والسياسي الدوافع التي تحرِّك الوسائل الإعلامية.
يمثِّل التواصل جوهر البيئة الإعلامية، وتتعدَّد طرقه بتعدد وسائله، وكل طريقة للتواصل تغير معها طريقة الفرد والمجتمع في إدراك الواقع، مثل أن بداية ظهور الكتابة حسَّنت من طرق تنظيم الأفراد لأنفسهم وكيفية تعاملهم مع المعلومات عبر تدوينها واستحضارها، كذلك مع ثورة وسائل الإعلام الإلكترونية تغيَّر مفهوم الزمان والمكان بالنسبة للفرد، وتم اختزال كثيرٍ من المجهودات المبذولة للتواصل، وأثَّر ذلك أيضًا في رؤية وفهم الواقع.
يتميَّز الإعلام في القرن الحادي والعشرين بعدة سمات مهمة؛ أولاها فورية الأحداث الإعلامية الواجب نقلها واختلاف أماكنها بجانب تسارع المعلومات المنقولة، وثانيتها الإنترنت وما أحدثه من تغير شامل على مستوى كيفية نقل المعلومات والصورة الرقمية وتغطية الأحداث بالتوازي وسهولة الوصول إلى أي معلومة من أي فرد ينتمي إلى أي طبقة اجتماعية، وثالثتها حصول الأفراد المشاهدين على مساحات أكبر للتعبير عن آرائهم والتفاعل مع الأخبار والأحداث الإعلامية والتعليق عليها عبر مدونات الإنترنت، ورابعتها تعدُّد مصادر المعلومات وسهولة الحصول على أحدثها، وخامستها إمكانية الوصول إلى معلومات لم تبحث عنها، وأخيرًا النقص في موثوقية وشفافية المعلومات.
الفكرة من كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
لا يمكن تصوُّر الحياة المعاصرة من دون وسائل الإعلام، فقد تغلغلت في كل مجالات الحياة الاجتماعية، وأصبحت جزءًا أساسيًّا من اليوم العادي لأي فرد، فمنذ أن يفتح عينيه صباحًا حتى يغلقهما ليلًا يتعرَّض لوسائل الإعلام المختلفة، فما المراحل التي مرت بها وسائل الإعلام؟ وماذا تعني بيئة الإعلام الجديدة؟ وكيف يؤثر الإعلام في الفرد والمجتمع؟ وما الصور التي يمثلها؟
مؤلف كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
أندريا إل برِس: عالمة وباحثة أمريكية الجنسية في علم الاجتماع، حصلت على درجة الدكتوراه عام ١٩٨٧م من جامعة كاليفورنيا، وشغلت عدة مناصب تدريسية في جامعات مختلفة كان آخرها جامعة فرجينيا.
ترتكز اهتمامات أندريا على قضايا الإعلام الحديثة وعلاقتها بالثقافة المعاصرة وتأثيرها في الفرد والأنساق الاجتماعية، إضافةً إلى نشاطها في المجال الحقوقي واتجاهها النسوي المتعصِّب.
لها العديد من الأبحاث والدراسات الإعلامية، وترشَّحت بموجبها لعدة جوائز، ومن أشهر كتبها: “نساء يشاهِدْنَ التلفزيون”.
بروس إيه ويليامز: مقدم برامج إذاعية أمريكي شهير ولد عام ١٩٣٢م، عمل أستاذًا في قسم الدراسات الإعلامية بجامعة فرجينيا إلى جانب اهتمامه الشديد بالأعمال التجارية، وخاض تجربة الكتابة في عمر متأخر نسبيًّا، كما شارك في تأليف كتاب “بعد النشرات الإخبارية: الأنظمة الإعلامية وبيئة المعلومات الجديدة”، توفي عام ٢٠١٩م.
معلومات عن المترجم:
أحمد شكَل: تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب عام 2008م، وعمِل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، حيث ترجم أكثر من ٦٠ كتابًا إلى اللغة العربية في العديد من المجالات كالكمبيوتر وتحسين الذات والسيرة الذاتية، ومن أبرز هذه الكتب: “إدارة الوقت في لحظة”، و”كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب”، و”السيرة الذاتية لستيف جوبز”.
عمل في مؤسسة “هنداوي” حتى عام 2018م في وظيفة مترجم أول، حيث شارك ضمن فريق الترجمة بالمؤسسة في ترجمة ومراجعة الكتب والمقالات والمدوَّنات المترجمة.