الحياة الاجتماعية وطبقاتها
الحياة الاجتماعية وطبقاتها
تُظهر الأدلة أن الأسرة النووية هي الأسرة الأكثر انتشارًا في العصر الإمبراطوري، وعن الأحوال الاجتماعية فكان الزواج الشرعي هو أساس الخلية العائلة والسلطة الأبوية على الأولاد، كما ظهر تعدُّد الزوجات بين اليهود، وعن العلاقات مع العبيد نرى أنه يمكن للعبد الروماني أن يُعتق لكن تحت شروط معينة ويظل في عهدة سيده، ولا توجد حرية كاملة إلا للأولاد.
وبالطبع كان الحصول على حق المواطَنة الرومانية يُعدُّ امتيازًا كبيرًا خاصةً في القرن الأول، وكان تصنيف المواطنين الأحرار يعتمد على مستوى الثروة والضريبة الإقطاعية المتمثلة في الملكيات العقارية، فعلى قمة الهرم نجد أعضاء الشيوخ ويُقدَّرون بنحو ثلاثة آلاف عضو، يأتي بعدهم الفرسان الذين يُقدَّر عددهم بنحو ثلاثين ألف شخص على الأكثر، ثم طبقة العامة، ولا يُمنح الامتياز الاجتماعي دون ملكية للأرض، ولا تُمنح النبالة دون وجود إرث للأجداد، ونضع في الاعتبار أن سكان المدن لم يكونوا ليتعدَّون الثلاثين بالمائة، أما النسبة الكبرى فكانت لصالح عالم الريف.
كانت العاصمة روما هي المركز والمكان الذي يضمن الازدهار لمجمل الأراضي الرومانية، وقد جعل الكاتب مرحلتين للدولة، الأولى منهما تمتد من حكم أوغسطس حتى ماركوس أوريليوس وتتميز بازدهار عام، والثانية من نهاية أسرة سفيروس إلى أسرة ديوقليطس وتتميز بأزمات متكررة وعميقة، وبين الحقبتين توجد حقبة انتقالية عاشت هذا وذاك، وكان أساس تطور الاقتصاد الروماني يكمن في المبادلات والتجارة والضرائب، فكانت تُوضع ضرائب مباشرة كالتي على الأرض والسكان في الأقاليم، وضرائب غير مباشرة كالتي على الأعناق وبيع العبيد، والضريبة الجمركية التي تمثل نحو 2.5% من قيمة البضاعة، كما كان الدين بالفائدة (الربا) أمرًا لا مفر منه بالنسبة إلى الحياة الاجتماعية حتى إن التجار كانوا يفضلون الاستدانة على المس برأسمالهم.
الفكرة من كتاب الإمبراطورية الرومانية
تُعدُّ الإمبراطورية الرومانية إحدى كبرى إمبراطوريات العالم القديم رقعةً وتأثيرًا، كما أنها تميَّزت بطول عمرها على عكس معظم حضارات الأرض، مما دعا الكاتب إلى أن يؤلف كتابًا لن يلجأ فيه إلى الأحداث المتتابعة سواءً العسكرية أم التاريخية بقدر ما سينظر في أمور هذه الإمبراطورية إداريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، وكيف لهذه الأمور أن تكون سببًا أول في سقوطها على نحو واضح حتى قبل التهديدات الخارجية.
مؤلف كتاب الإمبراطورية الرومانية
باتريك لورو: أكاديمي وباحث فرنسي، وأستاذ في علم التاريخ في جامعة باريس الثالثة عشرة، وأستاذ علم الآثار في جامعة تولوز الثانية وأستاذ زائر في معهد الدراسات التاريخية المتقدمة في جامعة برنستون، نال درجة الدكتوراه في عام 1980 عن أطروحة بعنوان “الجيش الروماني والمنظمة الإيبرية”.
من أبرز أعماله:
بول فينيه والمؤرخون.
نقوش بايلو كلوديا الرومانية.
الإمبراطورية الرومانية في الغرب.
الفن في إسبانيا والبرتغال في العهد الروماني.
الرومان في إسبانيا: سياسة المدن والمقاطعات.